* "هوذا هذه الأمور يُنطق بها عن طرقه جزئيًا، وإذ نحن بالكاد نسمع قطرة صغيرة من كلماته، من يقدر أن يتطلع إلى رعد عظمته؟" [14] ماذا يعني هنا بتحديد طرقه إلا طرق الرب للعمل؟ هكذا أيضًا يقول الرب بالنبي: "الآن طرقي ليست كطرقكم" (إش 8:55). لهذا إذ يخبر عن مجيء الرب يصف طرق الله جزئيًا. وسيلته في العمل التي بها خلقنا تختلف عن تلك التي بها خلصنا. هكذا أخبرنا عن تلك الأمور الخاصة بطريق الرب للعمل، (كاشفًا) عنها بمقارنتها بالدينونة الأخيرة. يقول: "هوذا هذه الأمور يُنطق بها عن طرقه جزئيًا" هذه أيضًا دعاها "قطرة صغيرة من كلماته"، فإننا بالتأمل فيه ونحن في هذه الحياة نتعرف على علوه ورهبته...
"من يقدر أن يتطلع إلى رعد عظمته؟" [14] إنه كمن يعبِّر عن نفسه بكلمات صريحة: إن كنا بالكاد نحتمل عجائب تواضعه، فبأية جسارة نواجه مجيء (أو ظهور) جلاله المرتفع والمهوب؟ رعد مجيئه هذا يصفه المرتل أيضًا، قائلًا: "إلهنا يأتي في قوة، إلهنا لا يصمت، نار تلتهم أمامه، وعاصف قدير حوله" (مز 3:50).