رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَتَرَفَّعُونَ قَلِيلًا ثُمَّ لاَ يَكُونُونَ، وَيُحَطُّون. كَالْكُلِّ يُجْمَعُونَ، وَكَرَأْسِ السُّنْبُلَةِ يُقْطَعُونَ [24]. يبدو الأشرار كأنهم محبوبون من السماء، ويظنون أنهم رُفعوا في كرامة، ليس من خطرٍ يلحق بهم، وإذا بهم ينهارون فيكونون كمن هم غير موجودين. ينحط كبرياؤهم ويوضع في التراب، ويحل بهم الموت كجميع البشر، يُقطعون كسنبلةٍ، فتزول كل كرامة باطلة. *"يتمجدون إلى حين، لكنهم لا يستمرون" [24]. مجد الأشرار، وإن استمر إلى عدة سنوات، تحسبه أذهان الضعفاء أنه يستمر طويلًا وأنه مستقر. ولكن إذ يزول في نهاية مفاجئة، يبرهن بطريقة واضحة أنه يستمر لمدةٍ قصيرةٍ... للمجد (الزمني) حد يجعل منه مجدًا زائلًا وتافهًا. تمجيد الإنسان لذاته يعجز عن الاستمرارية، لأنه ينفصل عن الأساس المتين للجوهر الأبدي، ويسقط تحت دمار، لأنه بتمجيد الذات يسقط في ذاته، يقول المرتل: "تطرحهم عندما يرتفعون" (مز 18:73)، إذ يسقطون في الداخل... يقول مرة أخرى: "إنه إلى لحظات، فلا يكون الشرير بعد" (مز 10:37). لهذا يقول يعقوب: "ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلًا" (يع 14:4). لذلك إذ يعبِّر النبي على قصر مدة المجد الجسدي يقول: "كل جسدٍ هو عشب، وكل جماله كزهر القش" (إش 6:40)... "مثل نهاية سنابل الحنطة يُسحقون". بالتأكيد تشامخ المتكبرين يتحطم تحت ضغط الغربلة النهائية، بينما حياة المختارين تتمجد. البابا غريغوريوس (الكبير) بستان الرهبان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|