|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَطيئة آدَم وحَوَّاء ذَنب آدَم وحَوَّاء في جَنَّة عَدن تَعَدَّى كَونَهُ مُجَرَّد أكل من شَجَرَة مَعرِفَة الخَير والشَّر، بَل أوصَلَهُما إلى حالَة العِصيان والتَّمَرُّد على الله. فالعَديد مِنَ العَوامِل تَداخَلَت لِكَي يَصِل بِهِما الحال إلى أن يُصَدِّقا إبليس ويُكَذِّبا الله، ثُمَّ يَنقادا بِشَهوَتِهِما، وأخيراً يُشبِعا كِبرِيائَهُما بأن يَصيرا مِثلَ الله. فَقول الله لِآدَم كانَ واضِحاً: “حينَ تَأكُل مِنها حَتماً تَموت” (سِفر التَّكوين 17:2)، لكِنَّهُما صَدَّقا إبليس بِقَولِهِ لَهُم “لَن تَموتا” (سِفر التَّكوين 4:3)، ثُمَّ إنَّ حَوَّاء قَد رَأت أنَّ الثَّمَرة بَهِجة للنَّظَر وكأنَّ ما حَرَّمَهُ الله أصبَحَ مَبعَثاً للسُّرور بَدَلاً مِن أن يَكونَ مَكرَهَةً لَها، مُتَمَرِّدَةً بذلك على مَشيئَة الخالِق الذي اختارَ الجَنَّة لِيَضَعها هيَ وزَوجها بِها، والأسوَأ مِن ذلك أنَّها انقادَت لإبليس الذي قالَ لَها أنَّهُ يَومَ تَأكُلينَ مِنها تَصيرينَ مِثلَ الله مُدرِكَةً للخَير والشَّر (سِفر التَّكوين 5:3). إذاً أرادا أن يَكونا مِثلَ الله، وبذلِكَ تَحَدَّيا سِيادَة مَن أوجَدَهُم مِنَ التُّراب، طالِبَينِ بِفِعلِهِما هذا أن يُصبِحا أسياداً على أنفُسِهِما وكأنَّهُما يُريدانِ أن يَضَعا نَفسَيهِما مَكان الله. وإذا ما نَظَرنا إلى الذُّنوب والخَطايا التي نَرتَكبها فَسَنَجِد أنَّها تَحمِل العَوامِل نَفسَها. فنَحنُ نَشتَهي ما حَرَّمَهُ الله ونَبتَهج بِما هو مَكروهٌ عِندَهُ، ونُصَدِّق إبليس ونَرتَكِب المَعاصي لأنَّنا نَعتَقِد أنَّ فيها مَنفَعة لنا، وبذلِكَ نُكَذِّب الله الذي يَقول عَكس ذلك، ونَتَحَدَّى سِيادَتَهُ بِأفعالِنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|