![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ندخل هذه الحياة صارخين، آنين عاريين، ولانحمل شيء، نبدأ الحياة مُعتمدين على آخرين محمولين، ضعفاء وغير قادرين، ثم نبدأ في النمو في الفهم ونبدأ في الاعتماد على أنفسنا. نحمل الهم، القرارات، المحاولات… نحزن مع الفشل ونفرح بالنجاح، يزيد إدراكنا وتزداد حيرتنا وآهاتنا ، نرى أكثر فنعرف أكثر ويزداد الغم. وتزداد الحيرة مع كثرة المعرفة، ويثقل الحمل مع اتخاذ القرارات وكثرة المقتنيات، وآه من النفس البشرية حينما تغرق في مستنقع الممتلكات، ووحل العالم ومبادئة وأفكاره. نظن أننا نمتلك هنا ونحارب للامتلاك، ولانعلم أن كُلما أمتلكنا شيئا فهو يمتلك فينا، وكلما أردنا أمراً أراد هو منَا، وكلما أخذنا شيئاً فدون أن ندري يأخذنا… نحيا منذ البدايه عُراة، وبأيدي خاوية، ثم نسعى للامتلاك حتى نغرق، ثم نكتشف أن القلب ليس هنا!!! بل هو تائه، وأين القلب إلا فيما أمتلكه وأعتبره كنزي، فحين كنزي هناك يكمن ويستريح ويربض قلبي، وحيث مُمتلكاتي تكون هناك قناعاتي واتجاهاتي. يصرخ كثيرون على ما ضاع منهم، أما الحقيقيون فيصرخون على ما أخذ قبلهم واضاعهم، تبكي العذارى على مافقدوه من الممتلكات، اما العروس الحقيقيية المُحبة لعريسها تبكي على ما أخذ مكان العريس في حياتها… وبينما الكل يلهث وراء الامتلاك هناك جيل شعاره ” التخلي”، الإفلات والإنفلات، مايريده هو أن لا تلتصق أقدامه بتراب هذه الأرض، ولايضع قلبه على أي كنز ههنا، فكنزه سمائي وامتلكاته روحانية، وقلبه حيث كنزه كلاهما في السماويات، فلايطول الوقت حتى يُدرك أنه هو أيضًا يجلس في السماويات ويُقيم هناك إقامة دائمة وممتده، فحينما يأتي العدو عليه بكل ممالك العالم لاينحني ولا يسجد ولايرتاب، إذ أصبح كل ما للعالم نفاية، وممالك العالم لاتُشبع قلب من ذاق الحب العرسي وبات في حضن العريس وسمع نبض قلبه وذاق أشواقه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|