رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثَوْرُهُمْ يُلْقِحُ وَلاَ يُخْطِئُ، بَقَرَتُهُمْ تُنْتِجُ وَلاَ تُسْقِطُ [10]. بعض الخطاة أغنياء ومقتنياتهم في تزايد، حتى ثيرانهم تنجح في تلقيح البقر لكي تحبل وتلد بكثرة، وحيواناتهم تتكاثر ولا تموت سريعًا بأمراضٍ مفاجئةٍ. شهوة قلب الشرير أن تلد حيواناته الكثير، ولا يكون بينها سقط واحد. أما أولاد الله فشهوة قلوبهم أن يتمتعوا بأبناء كثيرين في الرب، ولا يكون بينهم أحد هالكًا. إنهم يترقبون يوم الرب ليترنموا: "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب" (إش 8: 18). أولاد الله ليس بينهم عقيم، بل الكل متائم، أي يلد كثيرين. ففي خطاب الرسول بطرس يوم العنصرة اِنضم إلى الكنيسة حوالي ثلاثة آلاف قبلوا الإيمان، وقدموا توبة، وتمتعوا بالميلاد الجديد بالمعمودية. ففي يوم واحد صار لبطرس الرسول آلاف من الأبناء ولدهم بإنجيل المسيح. وماذا نقول عن الرسول بولس الذي يكاد كل يوم أن يضم كثيرين إلى حظيرة الإيمان خلال كرازته بالقلب الناري الملتهب. إنه لا يكف عن أن يلد حتى وسط القيود، فيقول عن العبد الهارب اللص أنسيموس: "ولدته في قيودي" (فل 10). إن كانت الحيوانات في الكتاب المقدس غالبًا ما تشير إلى الجسد، فإن ما يشغل أهل العالم هو الأمور الجسدية لا الروحية. ينشغل الشرير بولادة الحيوانات، وينشغل المؤمن الحقيقي بميلاد البشر الروحي ليصيروا أبناء الله القدوس، حتى وإن كانت التكلفة هي القيود والسجن أو الموت. * كان أنسيموس يستحق كرامة عظيمة، إذ وُلد في صراعات بولس نفسها، في محنة من أجل المسيح . * لاحظوا التهاب قلب بولس. لقد كرز بالإنجيل وهو مقيد وتحت الجلد. آه، يا لطوباوية القيود، كيف تعمل بجهدٍ عظيمٍ في تلك الليلة، وكيف ولدت أبناء! حقًا يقول عنهم: "قد ولدْتُهم في قيودي". لاحظوا كيف يتمجد بولس! قد صار له أبناء خلال هذا الطريق يُحسبون في شهرة عظيمة. يا لمجد هذه القيود التي لا يُعبر عنها، إذ تهب بهاءً ليس فقط للذين ولدهم، بل وللذين وُلدوا بواسطته في هذه الظروف . القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|