الأتقياء هم من يتخذون قرارًا واضحًا بتبعية الرب، والالتصاق به وبكلمته. لا ينظرون للوراء، ولا يناقشون الأمر. مهما كانت التضحيات ومهما كلَّفهم هذا القرار. هم يعلمون جيدًا أنه لا سبيل أمامهم للنصرة والقوة إلا بتبعية الرب والالتصاق به. أو بلغة الكتاب هم يكرهون الشر ويلتصقون بالخير (رومية١٢: ٩). يحيدون عن الشر ويفعلون الخير (مزمور٣٧: ٢٧). أو بلغة بولس الرسول «إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ» (فيلبي٣: ١٣). المؤمن الذي اتخذَّ هذا القرار يتخذ من مزمور١ شعارًا لحياته حيث يكون «فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً» (مزمور١: ٢).
هذا هو الوجه الإيجابي والقرار الأول الذي يتخذه كل من يريد أن يعيش بالتقوى في هذا العالم الشرير، وكل من يطلب الرب ولا يريد غيره نصيبًا.