رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البشارة -3 اذا ما كانت التحية والاسم “ممتلئة نعمة” قد قالت كل ذلك في محتوى اعلان الملاك سنجد ايضا ذلك الاعلان السماوي قد اشار اولا فوق كل شيئ الى اختيار مريم كأم لإبن الله، ولكن في نفس الوقت “ملء النعمة” يشير الى كل سخاء خارق للطبيعة والتى استفادت منه مريم لكونها مختارة لأن تصبح ام المسيح. اذا ما كان ذلك الاختيار اساسي لإتمام خطة الله الخلاصية للبشرية واذا ما كان الاختيار الأبدي في المسيح والدعوة لكرامة تبني ابناء موجهة لكل واحد فيكون اذا اختيار مريم هو استثناء تام ووحيد وهكذا ايضا يكون ذلك الانفراد لها في خطة سر المسيح هو عجيب وفريد. فلما رأتـه اضطربت من كلامه وفكّرت ما عسى ان تكون هذه التحيـة“(لوقا29:1). اضطربت مريم فمنظر الملاك غير مألوف فى تلك الأيام،ومثل هذه التحيـة غير عاديـة أيضاً، ومثل هذا الخبر فوق الطبيعة. “فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم،لأنك قد وجدتِ نعمة عند اللـه وها أنتِ ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإلـه كرسي داود أبيـه ويملك على بيت يعقوب إلـى الأبد ولا يكون لـملكه إنقضاء”(لوقا30:1-33). هنـا يؤكد ملاك اللـه انه لا داعي للخوف أوالقلق أو الإضطراب فهذا الأمر هو من الله، ويؤكد لهـا بسبب انهـا قد وجدت نعمة عند الله فلا يوجد اي مكان للخوف أو الإستغراب،ومن ان ما كُتب عنـه فى التوراة والأنبياء وما جاء من رموز وشخصيات وأحداث من قبل عن الـمخلّص الآتـي “ابن العلي” و “العظيم” و”إبن داود” و “الـملك” و “الـملك الذى لا إنقضاء لـملكه”، ها هو سيأتـى الآن عن طريق مريـم. “فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنـا لستُ أعرف رجلاً”(لوقا34:1) – الـمنطق البشري يقول كيف يحدث هذا؟ وهذا ما أعلنته مريم “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً”. فمريم قد تقول فى نفسها (انا ناذرة البتولية..أنا كنت أخطط حاجة أخرى لحياتي..أنا كنت أريد ..وانا كنت أخطط….) انها كلهـا تخطيطات بشرية. انـه ليس تساؤل فيه شك وإرتياب. انـه ليس تساؤل يطلب علامـة كما فعل زكريـا. انـه سؤال للإستنـارة “كيف يكون هذا”. لقد عزمت مريم على نذر البتولية، فالبتولية كانت منتشرة أيام الـمسيح وتُعد من علامات التقارب مع الله. فبتولية مريم اعطتها صفة التكريس وامكانية حياة التأمل وحياة الخدمة. والقديس يوسف ايضا نجد انـه قد نذر نفسه للبتولية إذ يذكر عنه الكتاب المقدس “كان باراً” ولهذا فقد أطاع حكم الشريعة وقبِل أن يكون من عِداد من يتقدمون لخطبة مريم لأنـه كان من بيت داود ورضخ لإرادة الله بعد أن شاهد علامـة إلهيـة كما ذكر التقليد فأتمم مراسيم الخُطبـة، وهو على يقين تام أنـه سيطلب من خطيبتـه الحياة معـا فى نذر وتكريس كامل لله وعندما أخبره الـملاك فى حلم عن من هـى مريم العذراء وابنهـا عـمانوئيل فرح وأطاع أمـر السماء و”أخذ امرأتـه ولـم يعرفهـا”(متى25:1). وكم كانت سعادة مريم عندما وجدت خطيبها بتولا مثلها ولهذا كانت إجابتها للملاك جبرائيل:”كيف يكون هذا وانا لا أعرف رجلاً”(لوقا34:1) فلو كانت على علم إن يوسف رجلهـا رجلاً ليس ناذراً للبتوليـة ما كانت تجيب ملاك الله بأنهـا لا تعرف رجلاً. فالبتولية ليست تهربـاً من مسؤوليات الحياة انما هى تعبير كامل عن حب الانسان لربـّه،والحب الحقيقي يـمتاز بالعطاء والتضحية ولا يشغل بال الانسان أحد سوى الله، فهو يُشابـه مثل ذلك الحب النقي الذى كان بين آدم وحواء قبل السقوط. القديس يوسف كان باراً كما يذكر الكتاب الـمقدس والبرارة تعنى القداسة والعيش فى الحق والعدل والعمل بوصايا الله “ان البتولية مع الفضيلة أجمل فإن معها ذِكراً خالداً لأنها تبقى معلومة عند الله والناس”(حكمة1:3). فأجاب الـملاك وقال لها الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تُظللكِ فلذلك أيضاً القدوس الـمولود منكِ يُدعى إبن الله”(لوقا34:1-35) – أجاب الـملاك على تساؤل مريم “الروح القدس يحلّ عليكِ” عرفت مريم ان هذه هي مشيئة الرب، وتذكرت إيـمـان ابراهيم وكيف ترك أرضه وعشيرته وعندما قدّم ابنه ذبيحة حسب إختبار الله لـه. وتذكرت ايضا إيـمـان موسى وقبوله قيادة شعب الله من أرض العبودية الى أرض الـمـوعد. وتذكرت معنى حلول الروح القدس ومجد الرب يحل فى مكان ما.فتذكرت خيمة الإجتماع “غطت السحابة خيمة الإجتماع وملأ بهاء الرب الـمـسكن فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع” (خر 35:40).. أن قوة العلي ستظللهـا (لو35:1)، إذن “انه ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله” (يوحنا 23:2). انه أمر سماوي، وإرادة سماويـة. “مـا أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الإستقصاء يارب” “وهوذا اليصابات نسيبتك هى أيضاً حُبلى بإبن فى شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك الـمدعوة عاقراً لأنـه ليس شيئ غير ممكن لدى الله”(لوقـا 36:1-37). لـم تطلب مريم علامة لتؤمن مثل موسى لكي يصدقه فرعون والشعب العبرانـي” انهم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي بل يقولون لم يتجل لك الرب” (خروج7:4). ولـم تطلب علامة مثل جدعون كما جاء فى سفر القضاة “ان كنت قد أصبت حظوة فى عينيك فأعطيني علامة على انك انت الذى كلمني “(قضاة 17:6) وكان أن الرب أعطاه من جزاز الصوف فى البيدر وسقوط الندى وغيرها من العلامات. ولـم تطلب علامـة مثل بني اسرائيل عندما طلبوا من يسوع آية لكى يؤمنوا به “أيـّة آيـة تصنع لنراها ونؤمن بك”(يوحنا30:6). مـريم لم تطلب،ولكن أعطاها الـمـلاك العلامة،ان نسيبتها أليصابات العاقر حبلى فى شيخوختها. صلاة: يا قديسة مريم قوديني بعيدا عن ضعفي وساعديني ان احيا حياة القداسة والتي وهبني إياها الله حتى امجده وأخدمه بكل آمانة. آمين. اكرام: اذا ما بدا ان هناك شخص ماسبب لك اهانة وانه يستحق التوبيخ فلا تفعل هذا عندما تكون في حالة غضب ولكن انتظر حتى اليوم التالي لتصحح له ما قد فعل وردد صلاة ابانا و”السلام الملائكي” من اجله وذلك اكراما لمريم. نافذة: يا ممتلئة نعمة، صلي لأجلنا يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فى البشارة جاءت التحية للعذراء “إفرحي يا ممتلئة نعـمة” |
السلام لك يا ممتلئة نعمة |
يا ممتلئة نعمة |
ممتلئة نعمة |
يا ممتلئة نعمة الرب معك |