21 - 03 - 2023, 01:56 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
حَبْلٌ مَطْمُورٌ لَهُ فِي الأَرْضِ،
وَمِصْيَدَتُهُ فِي السَّبِيلِ [10].
لا يكف عدو الخير المضلل عن أن يحارب البشرية بكل وسائل الخداع، فيخفي حباله وفخاخه في الطرق التي يسلكها البشر. حربه خفية ومملوء خداعًا، لا ييأس من مقاومة الخدام والشعب، الشيوخ والأطفال والشباب، والنساء والرجال، البتوليين والمتزوجين، الأغنياء والفقراء، المرضى والأصحاء. يقدم لكل واحدٍ حربًا تناسبه. لكننا إذ نتطلع إلى السماوي واهب النصرة لا نخشى حيل إبليس وخداعاته.
*"مطمورة في الأرض فخاخهم، وحبالهم كلها في السبيل" [10 LXX]. هذه حقيقة، فإن الشيطان يُخفي الشباك في الأرض بطريقة بها يستخدم الذين ينخدعون، أي الذين يعيشون حسب حكمة العالم (1 كو 2:6 ؛ 3: 9)، وحسب شهوات الناس (1 بط 4: 2؛ 2 بط 1: 4). يضع (الشيطان) الواشي الذين حوله على السبيل، أي بكل سبل البشر. فإنه يريد أن يصطادهم ويأسرهم بكل الطرق. يصطاد البار بالبرّ الذاتي، والخاطي بجشعه. يتغنى داود متنبأ: "بسطوا حبالهم شباكًا لقدمي، وضعوا عثرة لي بالقرب من السبيل" (مز 140: 5). حتى بلدد الذي نطق بما هو مستقيم في عباراته السابقة، صار يكذب في الكلمات التالية.
* يكون فخه مطمورًا في الأرض عندما تختفي الخطية تحت الاهتمامات الأرضية، لأن عدونا، في تنفيذه لخططه، يُظهر للذهن البشري فيه اشتياق نحو المكسب الأرضي، ويخفى فخ الخطية حتى يقيد نفسه تمامًا... عدو البشرية يلقي نظرة عامة على نزعات كل فردٍ ليرى أي الشرور يتحالف معها، ويضع العدو هذه الأمور أمام وجهه، حيث يرى الذهن منجذبًا إليها. لمن لهم مزاج رقيق ومرح غالبًا ما يقترح عليهم الانحلال، وأحيانًا المجد الباطل، أما من لهم مزاج عنيف فيقترح عليهم الكبرياء أو العنف. إنه يضع الفخ حيث يرى طريق الذهن إلى أين يتجه.
البابا غريغوريوس (الكبير) * لقد أنذرناكم مسبقًا أن تحترسوا لئلاَّ تخدعكم الأرواح الشريرة، وتصرِفكم عن قراءة وفهم ما نقوله. فإنها تجاهد حتى تمسك بكم كعبيدٍ وخدمٍ. أحيانًا تستخدم ظهورات في الأحلام وخداعات سحرية لتُخضع كل الذين يفشلون في ممارسة جهود مضادة قوية من أجل خلاص نفوسهم.
يحثنا الله الكلمة ويقوينا حتى نبتعد عن الشياطين، ونتبع الله الحيّ وحده بابنه.
نحن الذين اِنغمسنا لمدة في الزنا، الآن نقبل الطهارة وحدها.
استخدمنا قبلًا فنون السحر، والآن نكرس أنفسنا لله الحيّ الصالح.
كان همنا فوق كل شيء أن نكسب ثروات وممتلكات، والآن نأتي بما نملكه ليصير ملكًا عامًا ليأخذ منها كل محتاجٍ.
كرهنا ودمرنا بعضنا البعض بسبب اختلاف سلوكنا، إذ كنا نرفض العيش مع من هم من قبيلة أخرى، أما اليوم فمنذ مجيء المسيح نعيش معًا في أُلفة.
اليوم نصلي من أجل أعدائنا، ونحاول أن نحث الذين يبغضوننا باطلًا أن يذعنوا لمبادئ المسيح الصالحة ولوصاياه بغية أن يشاركونا ذات الرجاء المفرح لنوال مكافأة يقدمها الله ضابط الكل.
* الشيطان دائمًا مجتهد حتى عندما يحل به الخطر أن يفقد غنيمته .
* يستطيع الشيطان أن يحطم حتى تحت مظهر التقوى. فإنه يستطيع أن يُهلك ليس فقط بأن يقود إلى الزنا، بل وأيضًا بالعكس، وذلك بالحزن المُبالغ فيه الذي يرافق التوبة عن الزنا. هذا هو عمله اللائق أن يقتنينا بالخطية، أما أن يصطادنا في الشبكة في توبتنا، فهذا عار يتحقق بخبثٍ شديدٍ، فإن التوبة هي سلاحنا لا سلاحه .
* المشكلة ليست في التعرف على خطط إبليس، بل أن يسخر بها. بولس يعرف خطط الشياطين، لا لينشغل بها، وإنما لكي لا يسقط في حبائلها .
* "ولا عجب، لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2 كو 14:11)... هذه الخداعات هي ظهورات لذاك الروح الذي يطلب أن يُسقط النفوس البائسة في الشباك... ويحولها عن العبادة الحقيقية لله الحقيقي الذي وحده يمكن أن يطهر ويشفى.
* أحيانًا يغير الشيطان نفسه إلى ملاك نور، لكي يمتحن أولئك الذين يحتاجون إلى الامتحان، أو ليخدع الذين يستحقون الخداع. مراحم الله العظيمة وحدها هي القادرة أن تنقذ الإنسان من الفهم الخاطئ للأرواح الشريرة، فيظنها أنها ملائكة صالحون، ومن الأصدقاء الكاذبين على أنهم حقيقيون، وتنقذه من متاعب كل الخسائر التي تحل بسبب الخداعات الشيطانية المميتة تمامًا، والتي لا يُعبر عنها .
|