لذلك ينبغي علينا أنْ نصوم من أجل خاطر الله [FOR GOD'S SAKE], لِنُعيد اكتشاف جسدنا باعتباره هيكل حلوله الإلهي.. ونُوفِّر وقارًا للجسد والطعام, ولكل منظومة حياتنا, لأنَّنا آنية للسيد, وهياكل مقدسة له.
ولِنُمارس الصوم على صعيديْن: أولًا كصوم كلى, وثانيًا كصوم نسكي, فالصوم النسكي معناه اختزال الطعام حتى الكفاف وأقل من الكفاف حتى تُعاش حالة الجوع الثابت التي تُذكرنا بالله, ونبقى في جهاد ثابت حافظين فكرنا فيه.. وهذا الصوم يجعلنا أكثر خفة ويقظة ونشاطًا وبتولية وتركيزًا وتكريسًا ورقة وفرحًا ونقاوة, وعندئذٍ نتناول الطعام كَهِبة حقيقية من الله لِيَكون منظومة لحياتنا وسماتها كلها, فتتحول الطبيعة بالصلاة والصوم والتذكرة واليقظة والتركيز إلى قوة إيجابية [فالصوم والصلاة هما اللذان عَمِلَ بهما موسى حتى أخذ الناموس والوصايا وهما اللذان رفعا إيليا إلى السماء, وهما اللذان خلَّصا دانيال من الجب وهما اللذان عَمِلَ بهما الأنبياء والصديقون والشهداء]..
والصوم الكلى هو أنْ يتزامن صومنا مع العبادة والمطانيات والهجعات والسجود وقرع الصدر وأعمال التوبة والرحمة والمحبة والخدمات وفترات الانقطاع, فلا صوم من غير انقطاع, ولا صوم من غير ذبائح, ولا صوم من غير اقتداء بالمسيح الذي صام عنَّا.. [اتْبَعْنِي] {مت9:9}