* "آه يا أرض لا تغطي دم جسدي، ليت صرختي لا تجد موضعًا لتختفي فيكٍ" (18 lxx). قيل للإنسان عندما ارتكب الخطية:" أنت تراب (أرض)، وإلى تراب تعود" (تك 3: 19). " هذه الأرض" لا تغطي دم مخلصنا، حيث كل خاطي يأخذ لنفسه ثمن خلاصه، فيعترف ويسبح ويعلن ذلك لكل أقربائه ما أمكن. علاوة على هذا فإن الأرض لم تغطِ دمه، حيث أن الكنيسة المقدسة كرزت بسرّ خلاصه في كل أجزاء العالم.
لاحظوا ماذا يضيف: "ليت صرختي لا تجد موضعًا لتختفي فيكِ". لأن ذات دم الخلاص الذي يؤخذ هو نفسه صرخة فادينا. يقول بولس: "ودم الرش يتكلم أفضل مما لهابيل" (عب 12: 24). قيل عن دم هابيل: "صوت دم أخيك يصرخ إليَّ من الأرض" (تك 4: 10). أما دم يسوع فيتكلم بأمورٍ أفضل مما لدم هابيل، لأن دم هابيل جلب موت أخيه، أما دم الرب فربح حياة لمضطهديه. لذلك فإن سرّ آلام ربنا لا تكون بلا نفع فينا، بل نلتزم أن نقتدي بما نأخذه ونكرز بما نعبده.