رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "هوذا قديسون ليس بينهم أحد غير متغير، والسماوات ليست بطاهرة في عينيه". إنه يكرر اسم "السماوات" التي أشير إليها بلقب "القديسين". مكتوب عن هؤلاء القديسين عينهم: "السماوات تحدث بمجد الله" (مز 19: 1). هؤلاء الذين بالطبيعة التغير لائق بهم. ولكن متى رغبوا بجدية أن يلتصقوا دومًا بالحق غير المتغير، فبالتصاقهم به يأتون إلى العبر (الحياة السماوية) ليصيروا غير متغيرين... لأنه ما هو هذا التغير سوى نوع من الموت؟ إذ يغير الشيء إلى شيء آخر، وكأنه يقتل ما كان ليصير إلى ما لم يكن عليه. قيل عن خالق كل الأشياء: "الذي وحده له عدم الموت" (1تي 6: 16)، بكونه هو وحده غير المتغير في ذاته. كُتب عنه في يعقوب: "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17). لأن التغير ذاته هو ظل... حسنًا قيل هنا: "السماوات ليست بطاهرة في عينيه"، فإنها بذاتها أمام معرفة الله الدقيقة، حتى الكارزون بالطهارة لا يمكن أن يكونوا كاملين. كما يشهد بذلك يوحنا القائل: "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نُضل أنفسنا، وليس الحق فينا" (1يو1: 8). إن كان من بين القديسين لا يوجد أحد غير متغير، والسماوات ليست طاهرة في عينيه، فمن يدعي لنفسه أنه ممارس للبرّ؟ البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|