هنا ركض الأب وتسابق يعنى حتى لم يمشى بسرعة لكن ده جرى كما أنه يجرى فى سباق , وحانشوف ليه كان بيجرى , والحقيقة جريه ناحية الأبن ماكانش مجرد إشتياق ولهفة للأبن لكن فى سر أخطر من كده جعله يجرى , وليس فقط أنه جرى ناحيته ولكن وقع على عنقه يعنى أحتضنه وقبله , وكلمة قبله لا تعنى أنه باسه بوسة واحدة ولكن تعنى أعطاه قبلات كثيرة تكرارا وتكرارا , وقبله برفق وبحنان , وكان موقف غريب جدا , طيب أنت أيها الأب المكرم تبوسه على طول , ده جاى وشايل كل الأوساخ وكل قذارة مراعى الخنازير , طيب قول له الأول أدخل استحمى و نظف نفسك , لكن محبة الأب تحتضن هذا الإنسان بالرغم من قذارته , يعنى حضنه بعبله وبوساخته ولم يستنكف من هذه الوساخة , هو صحيح حاينظفها له ولكن فى حبه أحتضنه وقبله مرارا كثيرة برفق وبحنان , يعنى مهما أن كان بعده لكن هذا الأب نظره جايب هذا الإبن وهو بعيد , وكأن فى المعنى الجميل أن بالرغم من أن هذا الأبن ذهب إلى كورة بعيدة جدا , لكن هذا الأبن لم يغب عن نظر الأب ولا عن فكر الأب , والأب لم ينساه ولا لحظة واحدة وكان شايفه دايما قدامه , يعنى كان فى حالة إنتظار بالرغم أن فى المثلين اللى قالهم السيد المسيح قبل كده فى مثل الخروف الضال وفى مثل الدرهم المفقود