رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنائسنا والعالم الحاضر أ- مقدمة 1- يجتاز العالم الذى نعيش فيه تغييرات أساسية تؤثر تماماً فى حياة الناس , وتتغير أفكار الرجال والنساء نتيجة نظريات التطور , ويختبرون وسائل جديدة من الثقافة , وبذا تواجه شعوبنا فى كل مكان موجات دنيوية ضخمة , وفى الوقت الحاضر تتسع الشقة بين الكنيسة وبين ألإنسان الحديث المتعلم , وعلى الأخص الشباب منهم , وبذا صار لربطهم بالكنيسة أهمية كبرى , ونحن نقرر أن نعطى إهتماماً كبيراً للمقترحات التالية المقدمة إلينا من اللجنة التحضيرية . 2- بخصوص المشاكل التى تظهر فى عقول المؤمنين فى القرن العشرين نتيجة إتجاهات جديدية روحية أو عقائدية أو تفسيرية أو مادية أو إلحادية فإن مؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية يؤكد تمسكه بالإيمان ألرثوذكسى والعقيدة القائمة على الكتاب المقدس والتقليد المقدس , اما النظريات والتصريحات الحديثة على وجه الخصوص سواء أقام بها أفراد أو جماعات بخصوص حياة وتعاليم ربنا يسوع المسيح وتجسده وصلبه فإن الحكم عليها يجب أن يكون على أساس نصوص الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة : " عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص , لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان , بل تكلم إناس الرب القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 20 و 21) وأيضاً " كل الكتاب هو موحى به من الرب ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتهذيب الذى فى البر لكى يكون إنسان الإله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2 تى 3: 16و 17) وعلى كل من كنائسنا أن تعين لجنة لدراسة تفصيلات المشاكل التى توجهها نتيجة هذه النظريات الحديثة , وأن تكون الردود المطلوبة وأن تخطر اللجنة الدائمة للمؤتمر بما تصل إليه من النتائج لكى تدرس فى مؤتمر مقبل . ب- الشباب 3- إن نسبة كبيرة من الشباب المتعلم تبتعد عن المشاركة الإيجابية فى حياة الكنيسة ويظهر هذا الأمر بوضوح فى إحجام غالبية الشباب المتعلم االجامعى عن خدمة الكهنوت , وليس غريباً أن نجد الشابا المتعلم عازفاً عن الإرتباط بالكنيسة بينما نراه متحمساً للعضوية فى جماعات ذات صبغة أيدولوجية أو إجتماعية تنجح فى جذب خيالهم وإخلاصهم , وأن أحد أسباب هذه المشكلة يكاد يكون فى أنهم يشعرون أن الكنيسة تحيا فى عصر عتيق وتهتم بمسائل التاريخ والعقيدة أكثر من إهتمامها بالمشاكل الواقعية للأنسان الحديث , هذا وأنهم يعتبرون الكنائس لا تهتم بشئ إلا بحفظ تراث الإيمان المسلم مرة للقديسين وأنماط العبادة التقليدية , وبتعبير آخر فإن الوعظ والممارسات الكنسية تبدو ذات أهمية ثانوية فى نظر الإنسان فى عصر التكنوليوجيا والعلم . جـ - التوافق بين الإنسان وحياة الكنيسة فهناك حاجة ملحة لإعادة التوافق بين الإنسان فى العصر الحديث عامة والشباب المتعلم على وجه الخصوص , وبين حياة الكنيسة , كما أنه يلزم أن نعطى أهمية خاصة لأولئك الذين يعيشون فى مناطق صناعية وفى المدن , ويجب على كنائسنا أن تتخذ خطوات فعالة سريعة لتعطى الشعب الفرصة فى الإشتراك فى الحياة الكنسية , كأن تراجع نظم الصوم عامة وعدد أيام الصوم , وأن تعلم المؤمنين القيم الروحية وراء هذه الممارسات حتى يمارسها الشعب بتعمق وفهم , وكذلك مدة الخدمات الكنسية واللغة المستخدمة فيها , وما يلزمها من تبسيط وملائمة دون المساس بما تحوية من عمق روحى وفاعلية سرية , وكذلك ما يعطى من الرجال والنساء بالأخص الشبان العلمانيين فرصاً للمشاركة فى حمل المسئوليات الخاصة بحياة ونشاط كنائسنا , فلا يجب أن يحسب الشبان على هامش الكنيسة , بل نفسح امامهم الفرصة ليدخلوا إلى قلب الحياة الكنسية , فعلى كل من كنائسنا أن تكون لجنة من الأخصائيين لدراسة هذه المور كل بحسب ظروفها وتخطر الكنائس الأخرى بنتائج بحوثها , وهنا يلزمنا أن نسجل ما أتخذته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية وفى الهند , والكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية من تغييرات فى نظم الصوم ومدته . دـ الأسرة المسيحية والحياة الروحية 5- البيت المسيحى هو الخلية الأساسية فى حياة الكنيسة , والحاجة الملحة إلى تربية معينة للأسرة المسيحية , فيلزم إعطاء الأزواج والراغبين فى الزواج توجيهات كافية قبل وبعد الزواج كما أنه يلزمنا من الناحية الرعوية أن نهتم بدراسة مشكلات تنظيم ألسرة وإنحلال الزواج وغيرها من الموضوعات المتصلة بها . 6- على أن مطالعة ودراسة الكتاب المقدس فى العائلة , والصلوات العائلية اليومية وحضور الكنيسة والإعتراف السليم والتناول أمور تحتاج إلى تشجسع بكل الوسائل الممكنة وينبغى تقوية وتعميق حياة الناس فى أسرار الكنيسة وفاعليتها , هذه الفاعلية التى لابد أن تظهر فى الحياة العالمية فى الإهتمام بالفقير والمحتاج , فإن المواهب الروحية المعطاة بالنعمة الإلهية ينبغى أن تترجم إلى أعمال البر والعطاء المضحى من اجل المحتاجين ونشر العدالة الإجتماعية . ويجب أن يعود للأعتراف مرة أخرى أهميته كمنبع فياض للأرشاد الروحى والتوجيه الخلقى , فإن كل هذا يستدعى إعادة إنعاش مسئوليات الرعاية فى كنائسنا . هـ ـ التربية المسيحية 7- إن التربية المسيحية لأطفالنا وشبابنا موضع إهتمام بالغ فى كنائسنا , فنقرر تكوين لجنة خاصة من الخبراء من رجال التربية والإمليروس والشعب لإعداد الإطار العام لمنهج التربية المسيحية يمكن تطبقة كنائسنا مع إدخال التعديلات التى تتناسب مع تقاليد وظروف كل كنيسة . و - الأدب المسيحى 8- منذ فجر المسيحية , لعب الأدب دوراً كبيراً فى خدمة الكنيسة , فقد خلف لنا آباء الكنيسة تراثاً أدبياً ضخماً فى ميادين دراسات الكتاب المقدس والدراسات اللاهوتية والطقسية والتاريخية وسير القديسين , ولذلك فلا ينبغى أن نحصر أنفسنا فيما ورثناه كمنبع وحيد لغذائنا الروحى , بل ينبغى أن يكون أفنتاج ألدبى فى كنائسنا عملية مستمرة تضفى روحاً متجدداً فى كنائسنا . ولذا نحتاج إلى : ** تفاسير للكتاب المقدس ** كتب لاهوتية توضح الإيمان المسيحى ** إنتاج أدبى يهدف إلى مجابهة الأيدولوجيات الحديثة , والنظريات الإجتماعية والأفكار النفسية المتعلقة بتعاليم الإنجيل . ** كتب مسيحية شعبية كقصص ونبذات تكتب بطريقة سهلة وجذابة وأسلوب مبسط . ** نشرات تعليمية تعطى فكرة متكاملة عن تاريخ كنائسنا ووضعها الحالى تكتب بطريقة رقيقة وعادلة , وبروح النقد الذاتى بدلاً من روح التعالى التى نلحظها ألآن ** مجلة لكل كنائسنا تحتوى على مختارات من أنتاج مجلاتنا المحلية ونشاط لجاننا وسكرتارياتنا العامة . ز - الحياة الرهبانية 9- ينبغى أن ننعش الرهبانية فى كنائسنا , وكما يلزم أن نؤكد أهمية التأمل والعمل اليدوى والدراسة حسب القواعد الرهبانية , يلزم أيضاً إيجاد أنواع مختلفة من النظم الرهبانية مراعيين مساهمتها الفعالة فى نشلط الكنيسة ككل , وأن الإختيار الدقيق والتدرب السليم للمقبلين عليها هما دعامتان أساسيتان لإنعاش وتجديد حياة الرهبانية . 10- ينبغى أن نفكر بجدية فى إعادة النظم الرهابنية الخاصة بالنساء , ولسوف تستفيد الكنيسة كثيراً من هؤلاء النساء الراهبات اللاتى يشعرن بدعوة لتكريس حياتهن بالكامل لخدمة الرب , وعلينا ان نفكر جدياً فى تبادل الرهبان والراهبات بين كنائسنا ط- - التقويم الذى تتبعو كنائسنا 12 - وعلى الكنائس أن تواجه جدوى إعادة النظر فى التقويم الذى تتبعه كنائسنا فى هذه الأيام , فإن تقويما موحداً تتبعه كنائسنا ليصبح أفضل تعبير عن وحدتنا , ولهذا قررنا تكوين لجنة بين الخبراء , تدرس بالتفصيل أسباب الإختلاف والصعوبات الناجمة عن ذلك لتقدم لنا تقريرا لأتخاذ اللازم بصدده , وهنا نذكر أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية والهند , وكذلك الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية قد قبلت تغييرات فى تقويمها التقليدى بإستخدام التقويم الغريغورى . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|