رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المديحِ الذي لا يُجلَسُ فيهِ "الأكاثيستوس" هي خدمة تقريظ لوالدة الإله، مرتبطة بعيد البشارة الذي يقع في الصوم الكبير. في ممارستنا الحالية نقيم جزءا منها مساء كل يوم جمعة من أسابيع الصوم الأربعة الأولى، ثم نعيدها كاملة في الأسبوع الخامس. شرح معاني أبيات المديح "الدور الأول" البيت الأول: في هذا البيت إشارة واضحة إلى المتقدّم في الملائكة جبرائيل. هو في مقدّمة الألوف المتألفة من طغمات الملائكة. هو الذي أرسل من السماء ليبشّر والدة الإله مريم بأنّها ستلد المسيح الذي لا نهاية لملكه، وذلك بقوّة الروح القدس وحلوله عليها. فحوى هذا البيت مأخوذ لا شك من بشارة لوقا الإنجيلي: " وفي الشهر السادس أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله إلى مدينة في الجليل تسمى ناصرة..." ( ١: ٢٦-٣٨) هذا الملاك ظهر قبلًا للكاهن زكريا ليقول له أن امرأته العاقر اليصابات ستلد ولدًا وهو يوحنا النبي السابق والصابغ للمسيح البيت الثاني: إن القدّيسة (مريم) لما عاينت نفسها في غاية الطهارة قالت لجبرائيل بجرأة… في هذا البيت جواب مريم البتول للملاك جبرائيل، وهنا تُدعى مريم العذراء قدّيسة لطهارتها من كلّ عيب. جاء في ختام هذا البيت، وسواه من البيوت التالية، الهتاف الموجز (هليلويا)، وهو هتاف موجز يدل على تسبيح الله (سبحوا الله). البيت الثالث: في هذا البيت التماس من مريم العذراء أن تعلم ما لا يمكن أن يرتقي العقل إلى معرفته، وهو بنصّه تابع للحوار بينها وبين الملاك جبرائيل. هنا يظهر الدهش في جواب الملاك على السؤال المطروح أمامه من البتول: " كيف يمكن أن يولد من أحشاء نقيّة ابن؟". نقرأ في الإجابة البليغة أن البتول مريم هي حافظة سر الرأي الذي لا يوصف وإيمان المحتاجين إلى الصمت، وإن هذا الذي تسأل عنه هو مقدّمة عجائب المسيح، ومنه تشعّبت بقيّة عجائبه المدوّنة على صفحات الإنجيل الشريف، وفيما يلي كلام يشير إلى سلّّم يعقوب الذي رآه في المنام، والذي يشير إلى أن السماء انفتحت بين الله والبشر. البيت الرابع: ونجد فيه الرد على سؤال والدة الإله ،وهو حقيقة تجسّد الكلمة في أحشائها بحلول الروح القدس عهليها. لا نشك بأن هذا البيت من النشيد جاء مبنيًّا على آيّة لوقا الإنجيلي (٣٥) في الفصل الأوّل من إنجيله الشريف:" فأجاب الملاك وقال لها أن الروح القدس يحلّ عليك، وقوّة العلي تظلّلك، ولذلك فالقدّوس المولود منك يدعى ابن الله". البيت الخامس: فيه إشارة إلى ذهاب مريم البتول إلى مدينة يهوذا عند نسيبتها أليصابات لتهنّئها بما وُعدت به وهو أنّها ستلد ابنًا يكون عظيمًا. في هذا القاء بين مريم واليصابات، نرى انقضاء العهد القديم في الحبل بيوحنا وولادته ، وهو خاتمة أنبياء ذلك العهد، مقابل بدء العهد الجديد في الحبل بربّنا يسوع المسيح وولادته من مريم العذراء، وهنا نلاحظ أن هتافات الجنين مأخوذة من البيئة التي عاش فيها يوحنا المعمدان. البيت السادس: فيه تعبير عن اضطراب يوسف خطيب مريم العذراء الذي لم يطمئن له بال إلاّ حينما ظهر له الملاك في الحلم وأنبأه بقضاء الله الأزلي بأن يرسل الفادي إلى العالم مولوداً من مخطوبته القدّيسة. كان اضطراب يوسف مبرّرًا لأن الفتاة التي توجد في حالة الحبل من دون زواج كان قصاصها الرجم بالحجارة حسب ناموس موسى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|