* "إذ هو قوي يحكم؛ فمن إذن يقاوم حكمه؟" [19]... تعلن لنا الشمس عنه كما تعلن غيرها من المخلوقات، كم هو عظيم وقدير، ولا تقدر أن تعصى أمره (مز 104: 19). كذلك يعلن القمر عنه وهو ينمو (حتى يصير الهلال بدرًا) وينمحق (حيث يتضاءل بعد اكتماله) حسب قانونه. يعلن البحر أيضًا عنه حيث لا يتعدى الحدود المعينة له، ويقاوم الرمل عنف الأمواج.
هذا هو السبب الذي لأجله لا يستطيع أحد أن يقاوم أحكامه، وأن يعصاها. على أي الأحوال، إن كنتم تتحدثون عن الأحكام التي يدين بها البشرية، من له الجراءة أن يقاومه؟ فإن كنتم تتحدثون عن إبراهيم، فقد قال عن نفسه: "أنا تراب ورماد" (تك 18: 27). وداود بنفس الروح قال: "آثامي قد طمت فوق رأسي، كحملٍ ثقيلٍ أثقل مما أحتمل" (مز 38: 4).
إنه لا يكف عن أن يتغنى بقيثارته ما يعلنه إشعياء الشهير: "ويل لي، لأني إنسان بائس، نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب يحتفظ بتعاليم دنسةه" (راجع إش 7: 5). لهذا يضيف المصارع: "إن بديتبارَا يتدنس فمي" [20] كيف يكون هذا؟ أنصتوا: ليس من السهل عل شخصٍ ما أن يكون بلا لوم في الأعمال والكلمات. لهذا بحق يضيف: "وإن بديت كاملًا، فإني بالتأكيد أحمق".\