رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية تراث الآباء في كتاب "بدء الأدب المسيحي الآبائي"، جاء فيه: [ما هو مدى التزامنا بما ورد في تراث الآباء؟ يمثّل الآباء القدّيسون فكر الكنيسة الجامعة الذي تسلّمته من الرسل بفعل الروح القدس الذي يعمل بلا انقطاع في حياة الكنيسة. يتحدّث عنهم القديس أغسطينوس، قائلًا: "تمسّكوا بما وجدوه في الكنيسة، عملوا بما تعلّموه، وما تسلّموه من الآباء أو دعوه في أيدي الأبناء"، "من يحتقر الآباء القدّيسين إنّما يعرف أنّه يحتقر الكنيسة كلّها". يقوم هذا السلطان على عاملين: عامل طبيعي إذ اتّسم الآباء بالحياة القدسيّة والأمانة في استلام وديعة الإيمان الحيّ من أيدي الرسل لذلك هم أقدر على الشهادة للحياة الكنسيّة من كل جوانبها، خاصة وأنهم يحملون الفكر الواحد، بالرغم من اختلاف الثقافات والمواهب والظروف، مع بُعد المسافات بين الكراسي الرسوليّة وصعوبة الاتصالات في ذلك الحين. والعامل الثاني إلهي حيث عاش الآباء منحصرين بالروح القدس قائد الكنيسة ومرشدها إلى كل الحق، يحفظها داخل دائرة صليب المسيح. هذا لا يعني عصمة الآباء كأفراد، وإنّما تعيش الكنيسة الجامعة ككل محفوظة بروح الرب... احتل تراث الآباء مركزا مرموقًا في حياة الكنيسة وإيمانها، اعتمد عليه القدّيس أثناسيوس في دفاعه، كما اعتمد القدّيس باسيليوس على كثير من التقاليد الكنسيّة خلال أقوال الآباء السابقين له. تزايد هذا الاتجاه، إي الالتجاء إلى أقوال الآباء السابقين، في القرن الرابع، ونما جدًا في القرن الخامس . فالقديس كيرلس الإسكندري كمثال، في كتاباته إلى الرهبان المصريّيندفاعًا عن لقب القدّيسة مريم ثيؤتوكوس qeotokoc -لتأكيد أن المولود هو كلمة الله المتأنّس دون انفصال اللاهوت عن الناسوت- أشار إليهم أن يقتفوا آثار القدّيسين. إذ حفظوا الإيمان المُسَلَّم إليهم من الرسل، وعلّموا المسيحيّين باستقامة. مرّة أخرى يؤكّد أن التعليم الصحيح الخاص بالثالوث القدّوس قد وضح "بحكمة الآباء القدّيسين". وفي حديثه ضدّ نسطورالتجأ إلى تعليم الكنيسة المقدّسة الممتدّة في كل العالم وإلى الآباء المكرّمين أنفسهم، معلنًا أن الروح القدس تحدّث فيه. ولتدعيم حديثه عن السيّد المسيح استند إلى بعض متقتطفات آبائيّة في كتاباتهم الجدليّة، قدّمها إلى مجمع أفسس.] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|