منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 03 - 2023, 01:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

اتحاد المؤمن مع المسيح






اتحاد المؤمن مع المسيح




إنَّ المؤمن المسيحي هو في اتِّحاد دائِم ورِباط أبَدي مع المسيح وذلك أمر أساسي وضَروري في حَياتِهِ الرُّوحِيَّة. يُسَمَّى ذلك أيضاً بالاِتِّحاد التَّمثيلي بالمسيح، وهو يَعني أنَّ المسيح كما يوصَف في الكِتاب المُقدَّس بِاسم “آدَم الثَّاني” يُتَمِّم الاِلتِزامات التي فَشِلَ آدَم الأوَّل في إنهائِها، والتي هي العَيش في حَياة البِرّ وتَطبيق الوَصايا الإلهيّة بِلا لَوم، وتَتميم الطّاعة لمشيئة الرَّب، مِمَّا يؤمِّن لنا مَحو خَطايانا من قِبَل العَدالة الإلهِيَّة، لأنَّ خَطايانا سَيَحمِلها هو بِنَفسِهِ، وسَيُعطينا بِرّه وصَلاحه، أي أن تُحسَب له خَطايانا ويُحسب لنا بِرّهُ. وهذا سَيَضمَن لنا الحَياة الأبدِيَّة وجميع البَرَكات المُتَضَمَّنة من هذا الاِتِّحاد، وسَنُصبِح صالِحين بِفَضل صَلاح المسيح.

الله يُخَلِّص الخُطاة عبرَ اتِّحادِهم بالمَسيح بِمَوتِه وقِيامَتِه من خِلال الإيمان العامِل فينا بالرُّوح القُدُس بِكَونِنا مُتَّحِدين في المسيح الذي هو صورَة الله (رسالة بولُس إلى كولوسّي 15:1) نَتَجَدَّد نحنُ أيضاً لِنُشابِه هذه الصُّورة يوماً بعدَ يَوم:

” وَنَحْنُ جَمِيعاً فِيمَا نَنْظُرُ إِلَى مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجُوهٍ كَالْمِرْآةِ لاَ حِجَابَ عَلَيْهَا، نَتَجَلَّى مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ لِنُشَابِهَ الصُّورَةَ الْوَاحِدَةَ عَيْنَهَا، وَذَلِكَ بِفِعْلِ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (رسالة بولُس الرَّسول الثَّانِية إلى كورِنثوس 18:3).


بماذا يُشَبَّه هذا الاتحاد؟




يُصَوِّر الكِتاب المُقدَّس هذا الاِتِّحاد بِعَدَّة صُوَر مأخوذة من العَلاقات الأرضِيَّة، مِثل اتِّحاد البِناء بالأساس، الاِتِّحاد بينَ الزَّوج والزَّوجة، اتِّحاد الكَرمة بالأغصان، اتِّحاد الرَّأس بالجَسَد واتِّحاد آدَم بِذُرِّيَّتِهِ. والعَديد من النُّصوص الكِتابِيَّة تَتَحَدَّث بِشَكل مُباشَر عن هذهِ الحَقيقة. أيضاً مَواضِع أُخرى تَذكُر لنا أنَّ المؤمِن هو “في المسيح”، والرَّب يسوع قالَ عن المؤمِنين أنَّهُم فيهِ، كما يُعَلِّمنا الرُّسُل أنَّ المسيح كذلك هو في المؤمِن. لِيُصبِح جَميع المؤمِنين شُرَكاء الطَّبيعة الإلهِيَّة.


لكن يوجَد مَفاهيم مَغلوطة عن هذا الاِتِّحاد، لذلكَ يجِب أن نَفهَم جَيِّداً ما لا نَقصِدهُ بِهِ. أوَّلاً يجِب أن نُدرِك أنَّ هذا الاِتِّحاد ليسَ اتِّحاداً سِرِّيّاً للوُجود، مِثل اتِّحاد الكَون بالله حَسَب نَظَرِيَّة الحُلولِيَّة. فلَيسَ في الكِتاب المُقدَّس اتِّحاد بينَ الله أو المسيح مع غَير المؤمِنين. كما أنَّ الاِتِّحاد بينَ المسيح والمؤمِن ليسَ مُجَرَّد اتِّحاد أدَبي أخلاقي أو اتِّحاد حُبّ وعاطِفة كَما بينَ الأصدِقاء. لأنَّ اتِّحاد المؤمِن بالمسيح يَتَجاوَز كُل اتِّحاد لِلمَصالِح والأغراض. وليسَ اتِّحاد المؤمِن بالمَسيح اتِّحاداً لِلجَوهَر تَذوب فيهِ شَخصِيَّة الإنسان أو تَفنى في المسيح أو الله، حتَّى ولو كانَت حالَة المؤمِنين مُتَقَدِّمة في الحَياة المَسيحِيَّة. فالكِتاب المُقدَّس يُصَوِّر العَلاقة بينَ المسيح والمؤمِن على أنَّها عَلاقة بينَ شَخصَين لِكُل مِنهُما شَخصِيَّة مُستَقِلَّة.


طبيعة اتحادنا بالمسيح


هذا الاِتِّحاد هو اتِّحاد رُوحي


” وَأَمَّا مَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبِّ، فَقَدْ صَارَ مَعَهُ رُوحاً وَاحِداً! ” (رسالة بولُس الأولى إلى كورِنثوس 17:6)
والرُّوح القُدُس هو الذي يوجِد هذا الاِتِّحاد. كَما أنَّهُ اتِّحاد حَيّ لأنَّ حَياة المسيح يجِب أن يَحياها المؤمِن.
” مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، وَفِيمَا بَعْدُ لاَ أَحْيَا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. أَمَّا الْحَيَاةُ الَّتِي أَحْيَاهَا الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهَا بِالإِيمَانِ فِي ابنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَبَذَلَ نَفْسَهُ عَنِّي. ” (رسالة بولس إلى غلاطية 20:2).
هذا الاِتِّحاد هو اتِّحاد الجَماعة أيضاً في المسيح، لأنَّ بولُس يقول عن الكَنيسة أنَّها جَسَد المسيح وأعضائِه أفراداً (كورِنثوس الأولى 27:12). إذ إنَّ كُل جُزء من الجِسم هو وَسيلة ولَهُ غاية في حَدّ ذاتِه، فاليَد بحاجة لِلعَين والعَين لِليَد. وكُل عُضو في الجِسم يَحيا من أجل الأجزاء الأُخرى. كما أنَّ هذا الاِتِّحاد بينَ جَماعَة المؤمِنين والمسيح يوصَف بأنَّهُ سِرّ
“هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ وَلَكِنَّنِي أُشِيرُ بِهِ إِلَى الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ! ” (رسالة بولُس إلى أفَسُس 32:5)

كما يَذكُر لنا بولُس في نَفس الإصحاح أنَّ قبول الأُمَم للإيمان واشتِراكِهِم مع اليَهود في جَسَد المسيح هو السِّر الذي لم يَكُن مُكتَمِل المَعالِم لِأنبِياء العَهد القَديم، وهذا الرِّباط بينَ كُلّ الفِئات في الكَنيسة الواحِدة يجِب أن يَجعَل المؤمِنين في المسيح مُتَّحِدين مع بَعضِهم البَعض.


البركات الناجمة عن الإتحاد




اتِّحادنا بالمسيح يَضمَن لنا الحُصول على الوُعود المُتَضَمِّنة في العَهد. إنَّ أمانَة الله لِوَعدِهِ مَضمونة ليسَ فقَط من خِلال طَبيعَة العَهد الذي أقامَهُ الله مع البَشَر، ولكن أيضاً من خِلال حَقيقة أنَّ الله قَطَعَ عَهداً مع المسيح الذي هو اِبن الله. المسيح ليسَ هو فقَط وَسيط العَهد الجَديد، لكِنَّهُ وَريث هذا العَهد أيضاً. لقَد تَمَّ تَبَنّي شَعب الله أي أنَّهُم أصبَحوا “أبناء” الله عبرَ الإيمان بالمسيح، ولكن المسيح هو “الاِبن” الأزَلي (رسالة بولُس إلى غَلاطية 4:4-6). فَهُم سَوفَ يَنالونَ المِيراث الذي وُعِدوا بِهِ لأنَّ المسيح هو وَريث الله الشَّرعي. إذاً هُم أبناء العَهد لأنَّ لدَيهِم “إيمانًا بالمسيح يسوع” وقَد “لَبِسوا المسيح” بالاِتِّحاد مع المسيح، فَهُم “نَسل اِبراهيم ووَرَثَة حَسَب المَوعِد” (رسالة بولُس إلى غَلاطية 26:3-29).




اتِّحادنا بالمسيح يَضمَن لنا الحُصول على الوُعود المُتَضَمِّنة في العَهد


وهو بذلك يَضمَن خَلاصَنا وهو اتِّحاد لا يَنفَصِل لأنَّ المسيح يُعطينا طَبيعة جَديدة ويَعِدنا بالحَياة الأبَدِيَّة ويقول لنا أنَّنا لن نَفنى لأنَّهُ يَحفَظنا في يَدِه، ما يؤكِّد لنا أنَّهُ لن يَترُكنا.
“وَأُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، فَلاَ تَهْلِكُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. إِنَّ الآبَ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَمِيعِ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَنْتَزِعَ مِنْ يَدِ الآبِ شَيْئاً.” (إنجيل يوحَنَّا 28:10-29)،
“فَإِنَّكُمْ مَحْفُوظُونَ بِقُدْرَةِ اللهِ الْعَامِلَةِ مِنْ خِلاَلِ إِيمَانِكُمْ، إِلَى أَنْ تَفُوزُوا بِالْخَلاَصِ النِّهَائِيِّ الْمُعَدِّ لَكُمْ، الَّذِي سَوْفَ يَتَجَلَّى فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ.” (رِسالة بطرُس الأولى 5:1).


لا نَنسى أيضاً أن نَذكُر الثَّمَر الرُّوحي الذي يأتينا نَتيجَة عن هذا الاِتِّحاد ويَنمو مَعنا كُلَّما نَمَونا أكثَر في مَعرِفَة المسيح، والمَواهِب الرُّوحِيَّة التي يَمُنّ بِها الله علينا، فالرَّب يُعطي المَواهِب المُختَلِفة لِأفراد الكَنيسة من أجل البُنيان، مِمَّا يؤدِّي إلى الوِحدة في الجَسَد وَسط التَّنَوُّع، وهذا ما عَرَّفَنا إيَّاهُ المسيح في مَقاصِدهُ نحوَ كَنيسَتِه.


وهو بذلك يَضمَن خَلاصَنا


نَشَأ هذا الاِتِّحاد في قَصد الله وخطَّتِه لِفِداء البَشَر. لأنَّ الله اختارَنا في المسيح يسوع قبلَ تَأسيس العالَم (رسالة بولُس إلى أفَسُس 4:1) فالاِتِّحاد يَبدأ في المؤمِن مُنذُ بَدأ حَياتهُ مع المسيح. ويؤكِّد بولُس ذلكَ قائِلاً لنا
” فَمَا دُمْنَا قَدِ اتَّحَدْنَا بِهِ فِي مَوْتٍ يُشْبِهُ مَوْتَهُ، فَإِنَّنَا سَنَتَّحِدُ بِهِ أَيْضاً فِي قِيَامَتِهِ.” (رسالة بولُس إلى روما 5:6).
لا شَكّ أنَّ الله وَحده هو الذي يَقدِر أن يَجعَل الإنسان مُتَّحِد مع المسيح. وكَما يُعطي الله الحَياة للبَشَر فإنَّهُ يُشرِكهُم أيضاً في اتِّحاد الحَياة مع المسيح. وأمام هذه الاِمتِيازات يجِب أن نَعيش كَما يَليق بمؤمِنين مُتَّحِدين في المسيح.”
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في معمودية المسيح اتحاد مع البشر الخطاة
الإيمان اتحاد مع المسيح
اتحاد المؤمن الذي أكل جسد الرب وشرب دمه
أساس تعليم بولس الرسول عن اتحاد المؤمن بصليب المسيح
هل لنا في اتحاد النفس بالجسد في الإنسان ما يقابل اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح ؟


الساعة الآن 03:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024