رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللَّيْلُ يَطُولُ، وَأَشْبَعُ قَلَقًا حَتَّى الصُّبْحِ [4]. صارت لياليه طويلة للغاية، لأن النوم لم يجد له فيه مكانًا، فبالكاد تعبر الدقائق، وفي نفس الوقت لا يترقب نهارًا يجد فيه راحة. ليس المكان ولا الزمان يهبان راحة حقيقية للإنسان، إنما سلام القلب الداخلي، فمن يهرب من الآلام بالنوم ليلًا، يجد في نومه قلقًا وأهوالًا ربما أشد مما يعانيه في نهاره. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) في هذه العبارات صرخات الكنيسة المقدسة مادامت في هذه الحياة المملوءة فسادًا، فتولول غير مقتنعة بما هي عليه من عدم استقرار. تود أن تصعد بالتأمل الدائم في الله لتستقر فيه، وأن تتحصن به لتخدم خالقها بحبٍ، ولا يقدر الفساد أن يقترب إليها ويلمسها. أفسدت الخطية حياة الإنسان وحرمته من الاستقرار، فصار في صراعٍ دائمٍ إن استراح كما بالليل يطلب أن يعمل، وإن عمل يطلب أن يستريح. إذ أفقدته الخطية اقتناء الله لم يعد فكره يجد راحة. راحته الحقيقية هي في الله ينبوع الراحة. وللبابا غريغوريوس تفسير آخر، وهو أن النوم هنا يشير إلى السقوط في الخطية التي تجلب للإنسان الفساد. * هذا أيضًا يمكن أن يُفهم بمعنى آخر. فإن النوم هو الانبطاح في الخطية. لو أن النوم ليس رمزًا للخطية ما كان يمكن لبولس أن يقول لتلاميذه: "اصحوا للبرّ ولا تخطئوا" (1 كو 15: 34). ولذات السبب يعهد بسامعه الآتي: "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضيء لك المسيح" (أف 5: 14). وأيضًا: "إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم" (رو 13: 11). بموافقتنا للممارسات الشريرة نهلك بالفساد، وأما بالسماح لصور الأعمال الشريرة أن تقوم في القلب، نتدنس بوصمات التراب، لذا يقول: "جسدي يلتحف بقذارة التراب". البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|