رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهَا الآنَ أَثْقَلُ مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَغَا كَلاَمِي [3]. كانت كوارثه مضاعفة وثقيلة جدًا لا يُمكن إحصائها ولا وزنها، فهي "أثقل من رمل البحر". لهذا طلب التماس المعذرة إن "لغا كلامه" أي وجد فيها ما يبدو باطلًا أو ممتزجًا بمرارة، فإنه وسط هذه الآلام يصعب تزيين الكلمات أو حتى ضبطها. هكذا يعتذر أيوب عما صدر من فمه تعبيرات ثائرة عندما سبَّ يوم الحبل به أو يوم ميلاده. فهو لا يبرر ذلك، لكنه كان يتوقع من أصدقائه أن يضعوا في اعتبارهم حاله قبل أن ينتقدوه. كان يليق بهم أن يترفقوا به وسط هول مصيبته، فهو في حاجة إلى الحنو لا إلى النقد المر. * إن وضعت كربي في ميزان، أحكامي مع عذابات آلامي، وتزنهم، ليس منفصلين بل جميعًا معًا، تجد أحزاني "أثقل من رمل البحر". لأن ما أحزن أيوب ليس فقدان ممتلكاته، وخسارة ثروته، وسحق أبنائه، ولا القيح الصادر عن قروحه، بل النتائج المؤلمة التي بلغت إليها روحه... كل أمواج البحر الظاهرة ليست في ثقل الكلمات التي تصدر مع التدمير الصادر عن مقاطعة العدو. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|