*أعزائي الإخوة الأحباء ... يلزمنا أن نأخذ في اعتبارنا أننا نتأمل إلى ما شاء الله لنا أن نترك العالم، فإننا نعيش الآن كضيوفٍ وغرباءٍ.
ليتنا نحب اليوم المعين لنا، الذي فيه نتحرر من فخاخ العالم، ونعود إلى الفردوس والملكوت ...
لأنه أي إنسان وُضع في بلدٍ غريبٍ أما يريد أن يسرع في العودة إلى بلده؟! ومن من الذين يسرعون في العودة (بحرًا) إلى أصدقائهم لا يرغبون في ريح موافقة حتى يلتقوا سريعًا بأولئك الذين هم أعزاء عليهم؟!
إننا نتطلع إلى الفردوس كبلدنا... والآباء (البطاركة) كآباء لنا، فلماذا لا نسرع بل ونجري، لكي ننظر مدينتنا ونحيي آباءنا؟! فإن لنا أعزاء كثيرين جدًا ينتظروننا. لذلك أية سعادة تغمرنا وإياهم عندما نجتمع سويًا؟!
أي سرور في الملكوت السماوي حيث لا نعود نرهب الموت؟! وأية سعادة لذيذة دائمة بحياة أبدية؟!
هناك توجد الشركة المجيدة مع الرسل، هناك يوجد جوقة الأنبياء المتهلّلين، هناك جموع الشهداء غير المحصيّين، المتوجين بالنصرة في صراعهم ضد الشهوات، هناك جموع البتوليّين الفائزون الذين قهروا شهوات الجسد بعفتهم... هناك الرحماء مكلّلين، هؤلاء الذين صنعوا البرّ بإطعامهم الفقير ومساعدتهم له، وقد حفظوا وصايا الرب، وحوّلوا ممتلكاتهم الأرضية إلى كنوز سمائية.
إذن لنسرع إلى هؤلاء الإخوة الأحباء بشوقٍ عظيمٍ. ليتنا نود الوجود معهم ونسرع بالمجيء إلى المسيح.
لينظر الله إلى شوقنا العظيم، وليتطلع المسيح الرب إلى هدف ذهننا وإيماننا، هذا الذي يقدم الجزاء العظيم الذي لمجده للذين لهم رغبة عظيمة في تكريمه.
الشهيد كبريانوس