لماذا وَصَلَ الحال بالنَّاس في كَثير من الأحيان إلى تَرداد مَقولَة “القَناعة كَنزٌ لا يَفنى”؟ رُبَّما لأنَّ هذه الجُّملة تُعَبِّر عن واقِعٍ مُعاش اختَبَرَهُ الكَثيرون. فالعَجز البَشَري في الحُصول على الاِكتِفاء في هذه الدُّنيا جَعَلَ الاِقتِناع بواقِع الحال فَضيلة وأَمر لا بُدَّ مِنهُ.
يقول بولُس الرَّسول: “أَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ.” (رسالة بولُس الأولى إلى تيموثاوُس 6:6)
في الزَّمَن الذي عاشَ فيه بولُس الرَّسول كانَ من الشَّائِع لدى الحُكَماء تِلكَ الأيَّام أنَّ النَّاس يجب أن يَكونوا قَنوعين بواقعِهم وعالِمين أنَّهُم لا يَحتاجونَ لشيءٍ سِوى ما أمَّنَت لهُم الطَّبيعة من حَولهِم. لذلك نجِد أنَّهُ لَطالما وَجَدَ النَّاس في الاِكتِفاء فَضيلة، وهذا الأمر لا يَقتَصِر على شَعب مُحَدَّد في فَترة زَمَنِيَّة مُعَيَّنة بَل على كُل الشُّعوب في جَميع العُصور.