* قيل للعدو عندما طلبه: "ها هو في يدك". (أي 2: 6) الشخص نفسه في يد الله وفي نفس الوقت في يد الشيطان...
لكن كيف يُقال للشيطان: "لكن احفظ نفسه"؟ إذ كيف يحفظ ذاك الذي يتوق دومًا إلى تحطيم الأمور المحفوظة؟ حفظْ الشيطان له هنا بمعنى عدم تجاسره على التحطيم. وذلك كما نتحدث مع الآب في الصلاة طالبين: "لا تدخلنا في تجربة"، لأن الله لن يُدخل أحدًا في التجربة، إذ يظلل دائمًا برحمته على عبيده ليحميهم من التجربة. مع هذا إن لم يحمنا من إغراءات التجربة يكون كما لو أنه يدخلنا في التجربة. بهذا فإنه بعدم السماح لنا أن نُجرب فوق ما نحتمل يكون كأنه لا يدخلنا في شباك التجربة.
بنفس الطريقة كما يقال لله: "لا تدخلنا في تجربة" إن سمح لخصمنا أن يدخلنا فيها، هكذا يُقال عن خصمنا أنه "يحفظ نفسنا" متى التزم ألا يُقهرنا بتجربته.