كان دَور الأنبياء في العهد القديم دَوراً فريداً من نوعه. فكانوا هم المُتكلِّمين بِاسم الله والمُنبِّهين الشَّعب بألَّا يكسِروا وَصاياه. ولكن أهمّ دَور لعبهُ هؤلاء الأنبياء، كما سنرى في هذا المقال، هو أن يقودوا النَّاس نحو المسيح الآتي.
النَّبي بالنِّسبة للفِكر البشَري، هو شخص بإمكانهِ أن يعلَم المُستقبَل. فهو يتنبَّأ بالمُستقبَل ويُخبِر الشَّعب به. ولكن بالنِّسبة للفِكر الإلهي المُوحى به في الكتاب المقدَّس، النَّبي هو شخص عادي! فأنبياء الكتاب المقدَّس هم أشخاص إسرائيليُّون قد قابلوا الله من خلال لِقاء جَذري غيَّرَ فيه الله حَياتهم وكلَّفهُم بأن يذهبوا ويتكلَّموا نِيابةً عنه.
كان الأنبياء يهتمُّونَ بالعلاقة المُتبادَلة الموجودة بين شعبهم وبين الله العَليّ. فالله كان قد خلَّصَ إسرائيل من العبوديَّة وبقيَ يقودهم ويرعاهم منذ ذلك الوقت. وهذه العلاقة بين الله وشعبه كانت مُتمَحوِرة حول عهده معهم.