رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابنك وحيدك «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ ... وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ» ( تكوين 22: 2 ) لما أخذ الله من أيوب أولاده، خضع أيوب لِما سمح الله به وقال: «الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي 1: 21). لكن تجربة إبراهيم كانت أشد، وكانت على مستوى أعلى كثيرًا، فهو لم يُطلب منه أن يخضع لمشيئة الله، بطريقة سلبية، بل طُلب منه أن يعمل عملاً مخالفًا كل المخالفة للطبيعة، وبما يؤلم ويسحق قلب الأب. لكن إبراهيم بالإيمان أطاع، وفي هدوء تام، قام في الصباح الباكر وشدَّ على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحاق ابنه «وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ» (تك 22: 3). ولمدة ثلاثة أيام ظل سائرًا في طريقه، وكانت هذه المدة فرصة كافية لاستيعاب ما سيفعله، وكانت هذه التجربة القاسية ولا شك تراود نفسه في هذه الأيام الثلاثة. كيف يقدِّم ابنه؟! إذًا كان هناك وقت للتفكير في كُلفة هذا العمل؛ فمحبته لابنه، ومشاعر إسحاق ومحبته لأبيه، ووعد الله له أنه بإسحاق يُدعى له نسل، كل هذه تردَّدت أمامه، لكنه بالإيمان انتصر على كل اعتبار. لو أن عدم الإيمان ساور إبراهيم لكانت هناك فرصة للرجوع، لكن الإيمان ظل راسخًا، وفي اليوم الثالث لاح المكان أمام عينيه «فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا ... وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُد،ُ ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا» (ع5)، وإذ كان واثقًا في الله الذي يستطيع أن يُقيم من الأموات، قال وهو في كامل الثقة: «ثُمَّ نَرْجِعُ». بكل يقين، نحن لا يمكن أن نتعرَّض لمثل تجربة إبراهيم، لكن ما أجمل أن تكون لنا هذه الثقة، إنه عندما يُؤخذ منا أحد أحبائنا نقول ونحن في كامل الثقة: «إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ» ( 1تس 4: 14 ). إن الإيمان يعرف أنهم أُخذوا منا إلى حين، وقد ذهبوا ليسجدوا، ولكنهم سيرجعوا مرة أخرى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خد ابنك وحيدك وامضِ بأمان |
ابنك وحيدك- اضرب الراعي ( زك 13: 7 ) |
( تك 22: 1 ، 2) يا إبراهيم! ... خُذ ابنك وحيدك |
أليس ابنك وحيدك؟ |
ابنك وحيدك |