يعلق العلامة أوريجانوس على قول الرب لهم إنه هو ميراثهم [28]، قائلًا: [نصيبهم ليس على الأرض، إنما الرب نفسه هو نصيبهم، إذ قيل عنه إنه نصيبهم وميراثهم. إنهم يمثلون الذين لم يفشلوا بسبب عقبات الطبيعة الجسدية بل اجتازوا مجد الأمور المنظورة ووضعوا في الرب كل حياتهم مع كل تدابيرها، هؤلاء الذين لا يطلبون أمورًا جسدية، أو أشياء غريبة عن العقل، بل طلبوا الحكمة ومعرفة أسرار الله. وحيث يكون كنزهم هناك يكون قلبهم أيضًا (مت 6: 21). إذن ليس لهم ميراث على الأرض، بل ارتفعوا إلى فوق أعلى من السماء، هناك يكونون مع الرب إلى الأبد في كلمته وحكمته ولذة معرفته، يشبعون بحلاوته، فيكون هو غذاءهم ومأواهم وغناهم ومملكتهم. هذا هو مصيرهم، وهذه هي الأملاك التي يعرفونها، وذلك بالنسبة للذين يكون الله هو ميراثهم الوحيد].