رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليت كل شاب يدرك أن الله الذي خلقه يهتم بحياته ليس فقط من الناحيتين البدنية والروحية بل وأيضًا النفسية، إذ يريده عضوًا حيًا، ذا نفس سوية. الله لن يترك المراهقين يحطمهم الشعور بالنقص، ويقتلهم الشعور بالعزلة، إذ يقدم لهم الكثير، منه: (أ) يقدم نفسه صديقًا شخصيًا ملاصقًا لكل أحد، حتى يبدو للإنسان كأن الله لا ينشغل إلا به كما شعر القديس أغسطينوس حين دخل دائرة حب الله. بثقة وفرح يترنم الإنسان، قائلًا: "حبيبي لي وأنا له" (نش 16:2). جاءنا كلمة الله متأنسًا ليقيم صداقة إلهية على مستوى فريد مُشبع لكل شخص، إنه الصديق الذي يدخل إلى الأعماق ويدرك حقيقة أحاسيسنا، لا يتجاهل مشاعرنا ولا يهيننا مهما كانت ضعفاتنا. على العكس نراه دائمًا يشجع ويسند مؤكدًا تقديره لشخصية كل أحد. (ب) جاء ينتزع روح اليأس وعدم الرجاء، إذ يُبرر ما هو صالح وجميل في حياة الإنسان مهما بلغ شرَّه. فلا يشعر الإنسان أنه في عوز إلى جمال أو حكمة بطريقة محطمة، كما لا يشعر أنه في عوز إلى من يرد إليه الثقة في نفسه. (ج) بكونه الخالق يمسك بأيدينا ليسحبنا من الانشغال بالظروف الخارجية موجهًا إيانا إلى كياننا "core self" أو إلى إنساننا الداخلي "inner man"، ليعلن ملكوته المفرح فينا، نعتز بالمجد الداخلي الذي يقيمه في أعماقنا، والتجديد الداخلي الذي يحققه بروحه القدوس (كو 10:3، 2كو16:4). ليت كل البشرية -بما فيها من مراهقين- يدركوا حب الله للإنسان، إذ يهتم حتى باحتياجاته النفسية. يقابل هذا الحب بالحب فيراعي نفسية الآخرين. بمعنى آخر إن كان الله يهتم بنفسيتنا هكذا يليق بنا أن نهتم بنفسية إخوتنا. فالشاب (أو الشابة) الذي يلهو بمشاعر آخر من ذات الجنس أو من الجنس الآخر لإشباع عاطفته الذاتية وتحقيق الأنا ego تحت ستار الحب أو الصداقة، على حساب مستقبل الغير وسلامته الداخلية، إنما يعزل نفسه بنفسه عن روح مسيحه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|