منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 02 - 2023, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

حزقيال النبي | لخص الرب عطاياه لنا في أمور ثلاثة



لخص الرب عطاياه لنا في أمور ثلاثة:
أ. "هوذا (آشور) أعلى الأرز في لبنان" [3].
كانت آشور أعظم دولة في ذلك الحين، تبدو كشجرة الأرز العالية، ملكها أعظم من كل ملوك الدول المحيطة بها، والخاضعين له.
خلقنا الله كأكمل خليقة أرضية، إذ أقامنا في اليوم السادس بعد أن أوجد كل شيء لراحتنا. وهبنا نفسًا عاقلة على صورته ومثاله، ومنحنا سلطانًا على كل خليقة أرضية. أراد لا أن يذله بل أن يرفعه، لا أن يحرمه بل أن يشبعه، لا أن يقيمه آلة طيَّعة في يده بل كائنًا ذا إرادة حرة... لقد سما به إلى أبعد الحدود.
"كان جميلًا في عظمته، وفي طول قضبانه...
الأرز في جنة الله لم يفُقه السرو ولم يشبه أغصانه، والدُلب لم يكن مثل فروعه، كل الأشجار في جنة الله لم تشبهه في حسنه. جعلته جميلًا بكثرة قضبانه حتى حسدته كل أشجار عدن التي في جنة الله" [7-9]. إنه غرس الله، صنع يديه، غرسه في جنته وأقامه جميلًا أجمل كل أشجار جنته، حتى حسده الشيطان من أجل بهائه الذي سكبه الرب عليه، فحثّه على الكبرياء والتشامخ على الله!

ب. "جميل الأغصان" [3]. حسده الشيطان بسبب كثرة فروعه [9]، إذ "عششت في أغصانه كل طيور السماء، وتحت فروعه ولدت كل حيوان البر، وسكن تحت ظله كل الأمم العظيمة" [6].
يُشبِّه الدول الخاضعة لآشور كطيور تأوي بين أغصان الشجرة، أو كحيوانات الأرض التي تلد تحت فروعها.
ما هذه الأغصان الكثيرة الجميلة التي وهبها الله، لتحمي طيور السماء وتلد تحت ظلها حيوانات البرية إلا طبيعة الحب التي أوجدها الله فيه، ليمتد الإنسان بقلبه نحو كل البشرية، بل ونحو كل خليقة أرضية. فيه يستريح القديسون، وفيه يستريح المتألمون، وإليه يلجأ الكل ليجد فيه قلبًا متسعًا قادرًا أن يضم الكثيرين، لقد خلق الله الإنسان كائنًا محبوبًا ومحبًا، موضوع حب الله وملائكته، ويتسع قلبه أيضًا لكي يحب.
حقا اتسع آشور بجبروته وسلطانه ليضم أممًا كثيرة تحت لوائه، وأيضًا فرعون مصر تحت سلطانه، لكن أولاد الله يتسعون بالحب الحقيقي الداخلي لكي إن أمكن يحبوا حتى المقاومين والأشرار، ليجد الكل فيهم راحتهم.

ج. غرسه على مجاري المياه الفياضة: "قد عظمته المياه ورفعه الغمر أنهاره جرت من حول مغرسة وأرسلت جداولها إلى كل أشجار الحقل" [4]. إن كان فرعون يرتوي من مياه النيل الفياضة التي أكسبته غنى وثروة وسندته في عظمته، حتى ارتوى وأفاض على بقية الأمم مرسلًا جداول المياه إلى كل أشجار الحقل. فإنه في هذا يشبه آشور أيضًا الذي اعتمد على الدجلة والفرات... لكن هوذا آشور قد سقطت!
أما بالنسبة لنا نحن المؤمنين، فإنه يلزمنا أن نختبر هذا هو عمل نعمة الله فينا. فإذ نُغرس على مياه المعمودية المقدسة، ونرتوي داخليًا بالروح القدس الذي يهبنا استقامة حتى تدخل قامتنا إلى السحاب (الغيم)، وتمتد أغصاننا في كل اتجاه، بل وينعكس هذا حتى على الآخرين، فيقبلون عمل الروح فيهم. يلتهبون بناره إذ يروننا ملتهبين بناره القدوس، ويتمتعون بعمل المعمودية المقدسة إذ يلمسون فاعليتها فينا.
إن كان ارتفاع شجرة الأرز حتى تبلغ قمتها السحاب [3] يشير إلى حياة الكمال والتقديس التي وهبها الله للإنسان، إذ بهما يدخل إلى أسرار الملكوت ويعاين الأمجاد الإلهية المخفية، وإن كانت كثرة الأغصان تشير إلى قوة الحب ليتسع القلب للجميع، فإن كليهما "القداسة والحب" هما عطية الروح القدس الذي يعمل فينا من خلال مياه المعمودية المقدسة، إذ يقول: "فلذلك ارتفعت قامته على جميع أشجار الحقل وكثرت أغصانه وطالت فروعه لكثرة المياه إذ نبت" [5]. ففي مياه المعمودية ننبت كغصن جديد في الكرمة الحقيقية وبالروح الإلهي ننمو على الدوام في استقامة إلى فوق وبكثرة الأغصان عرضًا.
لهذا يقول الأب مار اسحق السرياني: [إن صنع معك خيرًا، علنًا أو خفية، فتأكد أن المعمودية والإيمان هما الوسيطان لهذا الخير، إذ بهما قد دعيت إلى الأعمال الصالحة في
المسيح يسوع ].
ويقول الأب ميثوديوس: [يتقبل الذين يستنيرون ملامح المسيح... فإنه حتمًا يطبع على كل واحد منهم شكل الكلمة وصورته وملامحه، حتى يُحسب المسيح مولودًا في كل منهم وذلك بفعل الروح القدس... ويصير الذين يُعمَّدون مسحاء آخرين ].
كما يقول القديس يعقوب السروجي في ميمر له عن المعمودية: [المعمودية تكتب اسمك فوق في السماء، في بيعة الأبكار، فتصير ابنًا للأب الجالس في الأعالي!].
هكذا المؤمن الحقيقي يجمع بين الجمال الروحي والعلو والسمو، والقوة والحب... حتى يفوق كل الأشجار الأخرى، بل وتحسده.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ثلاثة أمور قد حذر منها الرب يسوع بأقوال كثيرة
حزقيال النبي | تأديبات الرب فهي
صارت على حزقيال النبي هناك يدُ الرب
أن الرب أعطى بصلئيل وأهوليآب ثلاثة أمور لكي يخدما
سفر حزقيال 14: 9 فاذا ضل النبي و تكلم كلاما فانا الرب قد اضللت ذلك النبي


الساعة الآن 11:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024