لقد أقامها الله "عند مداخل البحر"، إذ تقع صور في شرق البحر الأبيض المتوسط كجزيرة جميلة لها ميناءان، موقعها يجعلها قادرة على جلب التجار من كل بلاد الشرق؛ "تاجرة الشعوب إلى جزائر كثيرة" [3]،"تخومك في كل البحار" [4].
أما حراسها الذين هم دوافع النفس الداخلية فمن فارس ولود وفوط، رجال حرب متمرنون ومتنوعوا الخبرة، يعملون لحمايتها. من هذه الدوافع الغضب والخوف والأمومة والأبوة والحب إلخ... هذه جميعها دوافع مقدسة إن كانت تعمل في الإطار الروحي للبنيان. فبالغضب ينتفض الإنسان من الخطيئة ويلوم نفسه، وبالخوف يهاب الله ولا يجرح مشاعره وبالأمومة والأبوة والحب يجمع في قلبه محبة طاهرة نحو البشرية بروح الحكمة غير المتهورة. هذه هي رجال الحرب الذين في داخل النفس، يحاربون إما لحسابنا أو ضدنا. فمن يغضب على الآخرين لا على نفسه ومن يخاف الناس لا الله ومن يحب لأجل الشهوة الجسدية يحوّل رجال الحرب ضده.
هذه صورة سريعة ومختصرة للسفينة "كاملة الجمال" التي وهبها الله إيانا، أي الطبيعة البشرية قبل انحرافها وسقوطها!