رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعيادها: وهذه كنيستنا السريانية الأرثوذكسية منذ فجر وجودها تتغنى بفضائلها، وتطوّبها متشفعة بها، مرددة في صلواتها اسمها الكريم صباح مساء. كما رتّبت لها أعياداً على مدار السنة، ففي الثامن من شهر أيلول تحتفل بعيد ميلادها، والكنيسة عادة تعيّد للشهداء والقديسين تخليداً لذكرى انتهاء جهادهم الروحي على الأرض وانتقالهم إلى السماء، وانضمامهم إلى كنيسة الأبكار، ولكنها استثنت من هذه القاعدة العذراء القديسة مريم ومار يوحنا المعمدان. وكانت تعيّد للعذراء أيضاً عيد دخولها إلى الهيكل. كما يُعيّد لها ثلاثة أعياد لبركة الزرع والسنابل والكروم. وينسب الشعراء السريان المسمّون بالقواقين([1]) وضع هذه الأعياد إلى القديس يوحنا الإنجيلي حيث يقولون ما تعريبه: «رشت أرض أفسس ونضحت بندى وطلّ عندما جاءها مار يوحنا يكتب العذراء التي دوّن فيها وجوب الاحتفال بأعياد العذراء المباركة ثلاث مرات في السنة. ففي شهر كانون الثاني عيدها (لبركة) الزرع، وفي شهر أيار عيدها (لبركة) السنابل، وفي شهر آب عيدها (لبركة) الكروم التي يصور فيها سر الحياة». وهذه الأعياد الثلاثة تقع في اليوم الخامس عشر من الأشهر الثلاثة المذكورة. وقد حلَّ عيد انتقال السيدة العذراء محل عيد بركة الكروم الذي يقع في الخامس عشر من شهر آب([2]). ولقدسية عيد انتقال السيدة العذراء فرضت الكنيسة صوماً يلتزم به المؤمنون استعداداً لاستقباله ويسمى صوم السيدة. وكان سابقاً أربعة عشر يوماً بدؤه في اليوم الأول من شهر آب. وكان المؤمنون يقتصرون في هذا الصوم على أكلة واحدة في اليوم يتناولونها مساءً خالية من لحم كل حيّ، والبيض والحليب ومشتقاته، ويكتفون بتناول: الخضراوات والبقول ويمتنعون عن المسكرات أيضاً. وقد تساهلت الكنيسة في هذا الجيل فخففت هذا الصوم وجعلته خمسة أيام تبدأ في اليوم العاشر من شهر آب. وفسّحت وسمحت بتناول وجبتين أو ثلاث وجبات في النهار وبتناول السمك والحيوانات المائية. وتعيّد الكنيسة أيضاً للعذراء في اليوم الثاني لعيد ميلاد الرب يسوع، عيد تهنئة العذراء بالميلاد، وفي اليوم الثاني لعيد قيامة الفادي من بين الأموات، عيد تهنئة العذراء بقيامة ابنها. كما تعيّد في الخامس عشر من شهر حزيران عيد أول كنيسة بنيت على اسم العذراء. هذا ومن أهم الأعياد في النصرانية عيد بشارة العذراء بالحبل الإلهي ويقع في الخامس والعشرين من شهر آذار. كما خصّصت الكنيسة السريانية في بدء السنة الطقسية ما يسمى بالآحاد السابقة للميلاد، ضمنها أحد بشارة العذراء وأحد زيارة العذراء لنسيبتها اليصابات، وأحد وحي يوسف وهو تطمين الملاك جبرائيل ليوسف خطيب العذراء ببراءتها وكشف السر الإلهي له، إن الذي حُبل به في العذراء مريم هو من الروح القدس. وتفنن آباء الكنيسة في مديح العذراء في الأعياد نثراً وشعراً ونظموا طقوساً ضمتها مجلدات ضخمة سميت بالفناقيث([3]) كما يضم كتاب فرض الصلوات اليومية التي تكرر أسبوعياً المسمى (بالإشحيم)([4]) أناشيد روحية منظومة ومنثورة ترتل يومياً صباح مساء وموضوعها إعلان العقيدة المستقيمة الرأي بالعذراء مريم والإقرار بها، وإظهار مكانة العذراء السامية في قلب المؤمن وفي الكنيسة عامة والتشفع بها والاستغاثة بصلواتها المستجابة. ورأينا أن نقتبس منه في بحثنا هذا شذرات زيادة للفائدة. ففي موضوع أعياد العذراء والغاية من الاحتفال بها نقرأ في صلاة القومة الأولى ليلة الاثنين ما ترجمته[5]) «ليكن ذكرك للبركة يا والدة الله العذراء، فأجيبي سؤل البعيدين والقريبين، ومنّي بالشفاء على المرضى واطلبي (من ابنك) أن يمد المتضايقين شجاعة، واطردي الشرير ممن يعذّبهم، فبقوة صلاتك وطلبتك لتحلّ علينا المراحم هاليلويا ولتعضدنا صلاتك». وفي صلاة مساء الاثنين([6]) نقرأ ما ترجمته: «ليكن ذكر المباركة العذراء والدة الإله مؤبداً لأنها ولدت لنا في بتوليتها المسيح الملك مخلص العوالم كافة هاليلويا فلتكن صلاتها معنا». وفي نشيد يرتل مساء الخميس([7]) نقرأ ما ترجمته: «أيتها المباركة التي صارت أم الله بالطهارة والقداسة ودون زواج، استمدي الرحمة في يوم ذكراك هذا لتكون فيه الراحة للأموات والرجاء للأحياء.. إن كان جسدك بعيداً عنا أيتها القديسة فصلواتك معنا دائماً، فتضرعي إلى القوة الخفية (الابن) الذي هبط من عليائه وحلَّ فيك لكي يغفر لنا». وفي صلاة مساء الجمعة([8]) نقرأ لمار يعقوب السروجي (ت 521) طلبة يقول فيها ما ترجمته: «ما أجمل وما ألذّ يوم تذكار العذراء مريم المباركة التي صارت أماً لأبن الله فبجاه صلواتها يا رب أبعد قضبان الغضب عن كل من يلتجئ إليها مؤمناً». وفي صلاة القومة الأولى من ليلة السبت([9]) يقول مار يعقوب ما ترجمته: «هلم أيها الأفاضل لنبجل يوم عيد الطوباوية (مريم) ونعظمه بمحبة فائقة وإيمان (ويقظة) وسهر طويل، والاستمرار بتقديم الصدقات ورفع الصلوات (فالعذراء) تفي مكرّميها أجراً مضاعفاً».هلمي أيتها القديسة ووزعي في يوم عيدك الهدايا على جمعنا المتعطش إلى صلواتك وطلباتك، وليكن الرب سوراً لجميع من يكرّمونك، وليصد عنهم الضربات وقضبان الغضب كافة.. إن القوة التي قَوَّتكِ هي التي تقوي جمعنا ليتمكن من تقديم المدح لك. وتدعونا بجاه صلواتك إلى خدور النور وليُحْصِ الرب مع جوقة الملائكة كل من كرم عيدك والتجأ إليك من الأحياء والأموات.. يا رب في يوم عيد أمك ترفع إليك رعيتك التسبيح النقي بنغمة عذبة وتهليل، فارسم بصليبك أبوابها العالية وأبعد عنها الأضرار ولتصعد إليك المجد وإلى أبيك وإلى الروح القدس… وجاء في صلاة صبح السبت([10]) ما تعريبه: «ليكن في الكنائس والأديار ذكر مريم والدة الله النقية والقديسة في بتوليتها وقد حسنت لملك الملوك فهبط وحلَّ في حشاها»… |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|