رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الله في البحر الله القدير، خالق الطبيعة والمعتني بها، ضابط الكل، وطريقه في البحر. أَبْصَرَتْكَ المِيَاهُ يَا اللهُ، أَبْصَرَتْكَ المِيَاهُ فَفَزِعَتْ. ارْتَعَدَتْ أَيْضًا اللُجَجُ [16]. إن كانت مياه بحر سوف وأيضًا مياه الأردن قد ارتعبت وفزعت أمام الله مخلص شعبه، فاستطاع الشعب قديمًا أن يعبر إلى برية سيناء ثم إلى كنعان، ففي العهد الجديد ترتعد مياه المعمودية أمام عمل السيد المسيح الذي يعبر بالبشرية من العبودية لإبليس إلى حرية مجد الله. يرى القديس أغسطينوس أن المياه تشير إلى الشعوب كما جاء في سفر الرؤيا 17: 15، وإن إلى اللجج إلى ضمير الإنسان، الذي يرتعد حين يعترف الشخص. * عندما عبر الشعب البحر الأحمر، ونهر الأردن، تعرفت المياه على خالقها، أما الشعب فلم يعرف... "أبصرتك المياه يا الله" أيَّة مياه؟ العقول النقية والقلوب الطاهرة. "أبصرتك المياه ففزعت". لقد خافت، لا عن كراهية، بل خلال الإيمان. "اللجج (الأعماق عينها) ارتعدت" . القديس چيروم * مياه البحر الأحمر حين خروج بني إسرائيل من مصر، ومياه الأردن حين عبورهم إلى أرض الموعد وقت جريانها، لأنها بقدرة الله امتنعت وقد صورها النبي كأنها ذات حساسية، شعرت بالله لأنه كان مقدم جيوشهم، فقال: أبصرت المياه الله ففزعت. وكأنها جمدت من خوفها، واضطربت أيضًا لججها عندما هبّ ريح عاصف. الأب أنثيموس الأورشليمي سَكَبَتِ الغُيُومُ مِيَاهًا. أَعْطَتِ السُحُبُ صَوْتًا. أَيْضًا سِهَامُكَ طَارَتْ [17]. يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن السحب (الغيوم) هنا تشير إلى الرسل القديسين الذين أعطوا صوت مناداتهم بالإنجيل المقدس حتى خرج منطقهم في كل الأرض. * كل هؤلاء الملائكة الذين يرافقوننا طوال حياتنا على الأرض، إما أنهم يفرحون لنا، أو ينوحون عندما نخطئ. يقول إرميا إن الأرض تنوح بسبب الساكنين فيها: ويقصد بكلمة "أرض" أي الملاك الساكن فيها، فإنه أيضًا قيل: "أما الخشب المصنوع صنمًا فملعون هو وصانعه" (حك 14: 8)، ليس أن اللعنة تقع على الشيء الجامد نفسه، وإنما يقصد بكلمة "صنمًا" أي الشيطان الساكن فيه، والذي يتخذ من "الصنم" اسمًا له. وبنفس الطريقة أستطيع أن أقول إن "الأرض" يقصد بها الملاك المسئول عن الأرض، و"الماء" الملاك المسئول عن الماء، والذي كتب عنه: "أبصَرَتَك المياه يا الله، أبصرتك المياه ففزعت. ارتعدت أيضًا اللجج. سكبت الغيوم مياهًا، أعطت السحب صوتًا. أيضًا سهامك طارت" (مز 77: 16-17) . العلامة أوريجينوس * "أعطت السحب صوتها". السحب أو الأنبياء الذين كانوا صامتين بالنسبة لليهود صاروا متحدثين معنا. "أعطت السحب صوتها، أيضًا سهامك طارت". انتشرت الكرازة بكلمة المسيح في كل العالم. "صوت رعدك في الزوبعة (العجلة)". الصوت ملوكي، لأن التعليم سامي. لنتحدث الآن على وجه الخصوص عن الإنسان الداخلي. فإن العجلة كما تعرفون تستقر على الأرض بأساس بسيط للغاية، فهي تدور دومًا ولا تستقر. لا تقف إنما تلمس الأرض وتعبر. من يسرع إلى الأمور العلوية يحمل في نفسه كلمتك. القديس چيروم صَوْتُ رَعْدِكَ فِي الزَوْبَعَةِ. البُرُوقُ أَضَاءَتِ المَسْكُونَةَ. ارْتَعَدَتْ وَرَجَفَتِ الأَرْضُ [18]. يرى المؤرخ اليهودي يوسيفوس أنه ما أن دخل جيش فرعون بحر سوف حتى اندفعت المياه عليهم، وانهارت سيول أمطار من السماء، وحدثت بروق ورعود، وحلت الظلمة عليهم. صورة خطيرة أن يصير الموضع الذي للخلاص العجيب للمؤمنين هو بعينه موضع الدمار الرهيب للأشرار. تحمل هذه الصورة رمزًا لما يحدث في المعمودية، حيث تتهلل الطغمات السمائية بالمعمدين حديثًا لتمتعهم بالبنوة لله، وتترضض رؤوس إبليس التنين، ويفقد سلطانه عليهم. يرى القديس أغسطينوس أن صوت الرعد في الزوبعة يشير إلى صوت الوصية الإلهية التي ترعد في ضمير الإنسان، وأما البروق فهي تضيء كالبرق في أعماقنا. فِي الْبَحْرِ طَرِيقُكَ، وَسُبُلُكَ فِي الْمِيَاهِ الكَثِيرَةِ، وَآثَارُكَ لَمْ تُعْرَفْ [19]. قاد الله شعبه في وسط البحر وسط المياه على الجانبين وفي طريق لم تعبر عليه قدم إنسان من قبل. خلاص الله على الدوام فريد وفائق لا يقدر الفكر أن يحصره أو يدركه. يرى القديس أغسطينوس أن الأمم جميعًا تشبه البحر، مياهه مالحة ومرة، وعواصفه وتياراته لا تنقطع. طريق الله الذي في قدسه [13] هو في البحر، إذ نزل المسيا القدوس إلى العالم وبشرّ الأمم وصار طريقه وسط الشعوب، ومع هذا فإن اليهود لم يؤمنوا به، وكأنهم لم يعرفوا آثاره. يقولون إن المسيا لم يأتِ بعد، لأنهم لم يعرفوا أنه يمشي على البحر. * كما لا يستطيع المرء أن يرى أثرًا على المياه لإنسانٍ أو لمركبٍ ولأولئك الذين يسبحون فيها، هكذا لا يستطيع أن يفهم المرء الطرق الإلهية فائقة الوصف . القديس كيرلس الكبير * من كان قادرًا أن يسير على البحر لو لم يكن خالق المسكونة؟ إنه بالحق تحدث عنه الروح القدس منذ زمن طويل خلال الطوباوي أيوب: "الباسط السماوات وحده، والماشي على أعالي البحار" (أي 9: 8). وتحدث عنه سليمان في شخص الحكمة: "سكنت في الأماكن العالية، وعرشه كان على عمود السحاب، وأسير في الجو السماوي وحدي، وأمشي على أمواج البحر" (سي 24: 4-5) بالمثل أعلن داود في مزموره: "في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة يا الله" (مز 77: 19 LXX). الأب خروماتوس هَدَيْتَ شَعْبَكَ كَالْغَنَمِ بِيَدِ مُوسَى وَهَارُونَ [20]. في رعاية الغنم - خاصة في الشرق - يتقدم الراعي الغنم، حتى تسير وراءه في طمأنينة من أي ذئب أو وحش مفترس. هو القائد الحقيقي الخفي، الذي لن يحرم الإنسان من التمتع بروح القيادة والرعاية، فقد وهب موسى وهارون أن يعملا وسط شعبه بقوته الخفية. يرى القديس أغسطينوس أن الرب الذي أرسل موسى وهارون لرعاية اليهود وشق لهم البحر ليسيروا على اليابسة وسط البحر لم يؤمنوا بعد أنه جاء وجعل طريقه وسط الأمم الشعوب الكثيرة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 17 - سالك في طريق الله الضيّق |
يقول مزمور 19 أن الله يعلن ذاته إلى العالم عن طريق عمل يديه |
من جعل في البحر طريق |
الجاعل فى البحر طريق |
فى البحر طريق |