رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبوخذنصَّر يُخربها: إن كان نبوخذنصَّر قد حطم أورشليم، فإنه حاصر أيضًا صور بجيشه ثلاثة عشر عامًا حتى فتحها. صارت غنيمة له ولجيشه، وقد صوَّر النبي حال صور الطامعة في أورشليم في النقاط التالية: أ. يقتل بناتها [8]، وربما هنا يقصد قتل عملائها الذين يأتون من كل العالم يتاجرون معها... وترمز البناتإلى أعمال الجسد وثمره، فالإنسان الشامت في أخيه يصير بلا ثمر. عوض اغتنام صور من وراء أورشليم تفقد كل ثمر مادي! ب. بكثرة جيشه وخيله يغطيها بغبارها، فتفقد كل رؤية وتخسر كل جمالها، فلا يفد إليها تجارها. ج. يقتل شعبها بالسيف فتسقطإلى الأرض أنصاب عزها [11]. علامة قتل شعبها وقادتها الذين يسقطون من العز والكرامةإلى التراب. د. ينهبون ثروتها ويغتنمون تجارتها ويهدمون أسوارها وبيوتها البهجة ويضعون حجارتها وخشبها وترابها في وسط المياه، فتصير صخرة عارية تمامًا من كل شيء حتى من التراب! ه. يبطل أغانيها وصوت العود والفرح [13]. هذا هو عمل الطمع، ليس فقط يخسر الإنسان ما قد طمع فيه، إنما يفقد ثروته وقوته وجماله وفرحه وصحته، ويفقد الآخرين ويصير مجردًا من إنسانيته وكل حيوية فيه! ظنت صور أنها تقتني مكاسب كثيرة بخراب أورشليم، فإذا بها تدخل لا في خسائر مادية فحسب وإنما تفقد بنيها وبناتها. حسبت أنها تصير موضع انشغال العالم بإبادة أورشليم، فإذا بالجيوش تحيط بها فيغطيها الغبار، ويسخر الكل بها. تترقب كرامة وعظمة بانهيار أورشليم فيُقتل شعبها مع قادتها... عوض المكاسب التي تتنبأ بها بخراب أورشليم تصير غنيمة لناهبيها، تفقد كل حصانتها، ويزول جمالها، وتتحولإلى صخرة عارية. صارت تغني وترقص طربًا بهلاك أورشليم، فنُزع عنها الفرح والبهجة! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|