كانت إسرائيل قبل انقسامها إلى مملكتين (إسرائيلويهوذا) في عصر الملك داود وابنه سليمان كرأس ذهبية متلألئة، وبعد الانقسام صارت كقضيبين من فضة، أما وقد انحرفت المملكتان إلى عبادات متنوعة وثنية وانجرفت إلى سفك الدم والرجاسات فقد تحولتا إلى نحاس وقصدير وحديد ورصاص... أنواع معادن رخيصة ورديئة، بل صارت زغلًا، إذا وضعت في النار احترقت. فالعيب ليس في النار بل في المادة التي تتعرض للنار، إذا كانت ذهبًا أو فضة ازدادت نقاوة وبريقًا، أما إن كانت زغلًا فتستهلك وتلقي خارجًا.
في عتاب مُرّ يقول: "صارلي إسرائيل زغلًا" [18]،وكأنه يعلن أن ما صاروا إليه بسبب شرهم لا يتحملون آثاره وحدهم بل يسيئ لله نفسه الذي اقتناهم ودعا اسمه عليهم. إن كل خطيئة نرتكبها إنما تجرح مشاعر الله نفسه، لأننا أولاده، وبسببنا يُجدف على اسمه من الأمم.