رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنشودة السيف المدمر إذا أعلن الرب عن تخليه عن حماية المدينة بل وأكد إشعالها بالنار، أجاب اليهود قائلين: "أمايُمثِّلهو أمثالا؟!" (20: 49)، لهذا تحدث الرب بصراحة في هذا الأصحاح عن هذه النار، أو السيف الناري المؤدب: 1. نبوته ضد أورشليم: طلب منه أن يوجه نظره نحو أورشليم [1] ويتنبأ صراحةضد الأرض المقدسة والمدينة المقدسة والهيكل المقدس. الذي سبق فوقف يشفع فيهم ويتضرع لأجلهم في أكثر من موضع (حز 9: 8) يُدعى الآنلكي يُعلن أحكام دينونة الله التي تحل على إسرائيل التي أعلنت رفضها للوصية وعنادها المتعمد. إنه ينطق بكلمات الرب، قائلًا: "هأنذاعليكِوأستلُّسيفيمن غمده، فأقطع منك الصدِّيق والشرير" [3]. إذ لم تعد هذه المواضيع في عيني الرب يرسل عليها سيفه ويقف ضدها، ويقطع منها الصديق والشرير. لا يعني هنا أن يقتل الاثنين بلا تمييز بينهما، إنما ينزع الصدّيق عنها لينقله إلى أرض الكلدانيين كالتين الجيد (إر 24)، وينزع الشرير بقتله في يهوذا فتخسر الأرض الاثنين خلال السبي والسيف. وقد أوضح الرب موقفه من التين الجيد في سفر إرميا هكذا: "كهذا التين الجيد هكذا أنظر إلى سبي يهوذا الذي أرسلته من هذا الموضع إلى أرض الكلدانيين للخير، وأجعل عيني عليهم للخير وأُرجعهم إلى هذه الأرض وأنبتهم ولا أهدمهم، وأغرسهم ولا أقطعهم، وأعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إليّ بكل قلبهم" (إر 24: 5-7) هكذايقطع التين الجيد والرديء عن أورشليم، لكن يفرز هذا عن ذاك. لقد طلب منه أن يتهند بمرارة علانية ليسألوه عن سبب تنهده فيُجيب صراحة "علىالخبر،لأنهجاء فيذوب كل قلب وترتخي كل الأيدي، وتيأس كل روح، وكل الركب تصير كالماء، ها هي آتية وتكون" [7]. إن الله لا يُعطي مثلًا بل خبرًا حقيقيًا وأمرًا واقعًا يرتجف له الكل! 2. سيف حاد مصقول: هذا السيف المرهب في الحقيقة ليس سيف نبوخذنصَّر بل هو سيف الله نفسه الذي يستخدم هذا الملك للتأديب. إنه يقوم بدوره حسنًا، فهو مصقول وحاد، يذبح رؤساء يهوذا والشعب، سيف قاتل عظيم، يُلوِّح مرة فثانية فثالثة. يأتي في المرة الأولى بعد التحذير الشفوي، والمرة الثانية بعد أن يصفق النبي على فخذه [12] والمرةالثالثة بعد أن يصفق كفًا على كف [14]، وكأن انطلاق السيف ليس غاية في ذاته، إنما ينطلق حينما يرفض المسئولون والشعب إنذارات الله. يلاحظ أنه سيف حاد قاتل للأشرار، لكنه بالنسبة لأولاد الله هو"عصا التأديب يذبح فيهم العود الأخضر (العبادةالوثنية)لا نفوسهم، إذ يقول عنه: "عصاابنيتزدريبكل عود [10]، وليس بكل نفس. إنه قادم لإبادة الشر والخطيئة لا الخطاة. هو سيف امتحان [13] أو عصا اختبار إن ازدري أحد بها تعرضه للهلاك، لكن إن رجع أحد عن شره خلص. كما يلاحظ أنه موجه على الشعب كما على كل رؤساء إسرائيل الذين رفضوا نبوته... إنه لا يُحابي مسئولًا على حساب أفراد الشعب، إنما الكل متساوون أمامه. أخيرًا فإنه يقف عند كل باب، متقلبًا، يضرب يمنةً ويسارًا، فلا يفلت أحد منه [15-16]. 3. طريقا ملك بابل: يبدو أن ملك بابل جاء إلى ملتقى طريقين، أحدهما يؤدي إلى أورشليم والآخر إلى ربة عاصمة بني عمون، وهنا بدأ يفكر أيهما يحاربها أولًا: أورشليم أم ربة. لقد استخدم كل وسيلة وثنية من صقل السهام لكي يصوبها في الطريقين ويلقي قرعة، ومن سؤال بالترافيم ،والتطلع إلى كبد الذبيحة التي يقدمها لإلهه... فجاءت الإجابة أن يبدأ بأورشليم. حسب الظاهر جاءت الإجابة بطرقه الشريرة الوثنية، لكن الواقع أن الله هو الذي خطط خفية للتأديب. إن العرافة كاذبة، لكن الله ضابط الكل حول شر الملك وعرافته لتأديب الشعب. يلاحظ أن الرب يقول: "عَيّنْ طريقا ليأتي السيف على... يهوذا في أورشليم إذ يبدو أن شعب يهوذا قد تجمهر غالبيته في العاصمة أورشليم ظنًا أنه حتى إن سقطت كل مدن يهوذا فإن الله يُدافع عن أورشليم بكونها "مدينة الملك العظيم". لكن الله يؤكد أنها ستأخذ الضربة الأولى القوية ليس قبل كل مدن يهوذا فحسب بل وقبل مدن بني عمون. أورشليم التي عرفت كثيرًا عن الله استحقت أن تضرب أكثر، لأنها لا تخطئ عن جهل أو عدم معرفة بل في تمرد وعصيان. 4. حديث ضد صدقيا الملك: يوجه الله حديثه ضد صدقيا الملك مباشرة، الذي يحطم شعبه بشرِّه، قائلًا: "وأنتأيهاالنجسالشرير" [25]، لقد جاء يوم نزع العمامة ورفع تاج الملك عنه [26]. لقد ظن في نفسه أنه عظيم فحطم شعبه، لهذا ينقلب الحال، ويفقد الملك تاجه إلى الأبد "منقلبًامنقلبًاأجعله" [27]. ويُنزلبهذا الملك المتعجرف إلى الحضيض "حتىيأتيالذيله الحكم فأعطيه إياه" [27]. يأتي السيد المسيح باتضاعه فيملك إلى الأبد. إن كان شعب صدقيا قد هلك بمشورة ملكه، فسيملك رب المجد ويقيم شعبه ويخلصهم ليملكوا معه إلى الأبد. 5. نبوة ضد بني عمون: لقد أفلت بنو عمون من سيف الدينونة بسبب انشغال نبوخذنصَّر بأورشليم، وقد وقفوا شامتين. لقد عيَّر بنو عمون الشعب لهلاكه وأورشليم لحرقها، لكن تأديب أورشليم إلى حين حيث يقوم الملك الروحي ويخلص المؤمنين به، أما السيف الذي يُحطم بني عمون، وهو ذات السيف الذي حطم يهوذا، فيضرب لكن لا للتأديب بل للإهلاك، فلا يعود يذكر بعد. لم يدخل بنو عمون في عهد مع الله كما دخلت إسرائيل، ومع ذلك فسقطوا في التأديب الإلهي، لأن الله لا يطيق الخطية لا في حياة شعبه أو في حياة غيرهم. بنو عمون يشيرون إلى الشر لا الأشرار، يهلك بيدٍ قوية ولا يقوم بعد (ضُربتعمون بعدأورشليم بخمس سنوات). من وحي حزقيال 21 السيف المدمر والمنفذ! *استخدمتيا إلهي نبوخذنصَّر سيفًا للتدمير، فذاب كل قلب، وارتخت كل يد، وصارت كل الركب كالماء! ضربت بالسيف لتفصل في القلب ما بين الشر والخير! أردت بالسيف المدمر التوبة والرجوع إليك! *أمامتأديباتكترتجف نفسي، ويهتز كل كياني! مادام السيف في يدك يا ضابط الكل، يا محب البشر، تطمئن نفسي وتستريح يا قابل الخطاة! إن سمحت بالتأديب فاسمح لي بالتوبة. توبني فأتوب، اشفني فأُشفَى! *سَخَربنو عمون بأورشليم وكل يهوذا يوم تأديبهم، لكن السيف الذي أدبّ يهوذا هو بعينه حطم عمون! حطم في داخلي عمون، وأدِب في داخلي أورشليم! بدِّد في داخلي كل الشر، وقدّس عملك في يا واهب الخلاص والحياة! إني مطمئن مادام السيف في يدك أنت مخلصي! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|