تمردهم في مصر:
طبيعة التمرد ليس أمرًا جديدًا في حياتهم لكنها لازمتهم منذ بدء ظهورهم كشعب أو أمة في أرض مصر. لقد دخل يعقوب وأولاده إلى مصر كعائلة، وخرج كشعب تحت قيادة أول قائد هو موسى النبي. في مصر حيث نبتت هذه الأمة وهذا الشعب كانت أصنام مصر ترعى في داخل قلبهم. لقد كشف الرب سرّ عبوديتهم في مصر، ليس قساوة قلب فرعون إنما انحراف قلب الشعب: "قلت لهم اطرحوا كل إنسان منكم أرجاس عينيه، ولا تتنجسوا بأصنام مصر، أنا الرب إلهكم، فتمردوا عليَّ" [7-8]. في الوقت الذي كان الله يتجسس لهم الأرض التي تفيض عسلًا ولبنًا "فخر كل الأراضي" [6]، رفضوا طرح أرجاس عيونهم والتخلي عن الأصنام، ومع هذا لم يسخط عليهم في أرض مصر بل أخرجهم بقوة لأجل اسمه القدوس [9]، حتى يتمجد فيهم وسط الأمم.
هكذا يهتم الله بالإنسان منذ خلقته، بل دبر خلاصنا وعبورنا من عبودية الخطيئة والدخول بنا إلى أحضانه، فردوس الحق الذي يفيض للنفس عسلًا ولبنًا، بينما يولد الإنسان وميكروب العصيان يسرى في دمه. التمرد طبيعة ورثناها عن عصيان أبوينا الأولين، لهذا يحتاج إصلاحنا إلى تغيير شامل لطبيعتنا.