يري القديس إكليمنضس الإسكندري
أن الكلمات الواردة بهذا الأصحاح [4-9] "تحوي وصفًا لسلوك المسيحيين، حيث يحثنا الله بنبل على الحياة المطوَّبة التي هي مكافأة حياة الصلاح، الحياة الأبدية" . فقد شمل هذا الوصف الجوانب الإيجابية والسلبية في حياة المؤمن:
أ. يليق بالمسيحي أن يسلك في البر، يفعل الحق والعدل [5]، لا يأكل على الجبال التي تدنست بذبائح الوثنيين ولا يرفع عينيه إلى أصنامهم. هكذا يتقدس بالكلية، يتقدس في قلبه بالبر والحق والعدل، ويتقدس في أكله بامتناعه عن الاشتراك في الولائم الوثنية، بل ويتقدس في نظرات عينيه، فلا يرفع عينيه إلى أصنامهم. يتقدس بالعمل الايجابي الذي هو فعل البر وحب الحق والعدل، وسلبيًا بامتناعه عن كل ما هو شر...
ب. المسيحي لا يُنجس امرأة قريبه ولا يقرب من زوجته متى كانت طامثًا، يحب القداسة في حياته الداخلية وفي جسده كما في الآخرين، إنه لا يشتهي امرأة أخيه...
ج. لا يمارس ظلمًا ضد أحد لا بإعطائه الآخرين حقوقهم الشرعية فحسب، إنما يعطي الفقير حقه في مشاركته احتياجاته، ويهب العريان حقه في مشاركته ثيابه، ويقدم للمدين المحتاج حق الحب والرحمة فلا يطلب منه ربا، كما يقدم للآخرين حق مساندة المظلوم ضد الظالم، فلا يقف في سلبية بل "يجري العدل الحق بين الإنسان والإنسان" [8].
د. أما سر حياته البارة فهو دخوله في الوصية الإلهية، إذ يقول الرب: "سلك في فرائضي وحفظ أحكامي ليعمل بالحق فهو بار" [9].