يكتب للأمم ( للرومان )
+ لم يكتب مارمرقس إنجيله لليهود كما فعل القديس متي ، وإنما كتبه للأمم ، وللرومان بوجه خاص . وقد شرحنا سابقاً أنه إشترك مع القديس بولس في تأسيس كنيسة رومة.
ا لأدلة علي كتابته للأمم
أ- ترجمته للكلمات الأرامية التي يستخدمها.
ب- شرح عادات اليهود وأماكنهم وطوائفهم.
ج- قلة إقتباسه من العهد القديم
أ- لترجمتهلكلمات الأرامية التي يستخدمها
+ ترجم إسم " بوانرجس " بأنه يعني إبني الرعد ( 3 : 17 ) ( بينما لم يترجم كلمة بطرس مثلاً ولا غيرها من الكلمات اللاتينية ) . وقال إن عبارة " طليثا " قومي معناها يا صبية قومي ( 5 : 41 ) وإن كلمة " قربان " معناها هدية ( 7 : 11 ) وكلمة " إفثا " معناها إتفتح ( 7 : 34) وإتبع عبارة " جهنم " بقوله " إلي النار التي لا تطفأ " ( 9 : 43 ) .
كما أتبع كلمة " أباً " بكلمة الآب ( 14 : 36 ) . وفسر عبارة " الوي الوي لما شبقتني " بأن معناها إلهي إلهي لماذا تركتني ( 15 : 34 ) وأن " جلجثة " معناها جمجمة ( 15 : 22 ) . وطبعاً لو كان يكتب لليهود ما كان في حاجة إلي تفسير شئ من هذا كله ، ولكن الرومان يحتاجون
ب- شرح عادات اليهود وأماكنهم وطوائفهم
+ شرح مثلاً عبارة " أيدي دنسة " بأن معناها أيدي غير مغسولة . وأتبع ذلك بقوله : لأن الفريسيين وكل اليهود ، إن لم يغسلوا أيديهم بإعتناء لا يأكلون ، متمسكين بتقليد الشيوخ . ومن السوق إن لم يغتسلوا لا يأكلون . واشياء أخري كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس وأباريق وآنية نحاس وأسرة ( 7 : 2 - 4 ) . وشرح اليوم الأول من الفطير بأنه " حين كانوا يذبحون الفصح " ( 14 : 12 ) كما شرح الأستعداد بأنه ما بل السبت ( 15 : 42 ) .
وشرح أن الفلسين قيمتهما ربع ( 12 : 42 ) ، ولم يفعل ذلك بالنسبة للدينار الخاص بالرومان ( 6 : 3 7) . ولما تكلم عن الصدوقيين قدمهم للقارئ الروماني بأنهم " الذين يقولون ليس قيامة " ( 12 : 18 ) . وطبعاً هذا كله معروف لليهود . ولما تكلم عن المرأة الكنعانية حسب تسمية التوراة لجنسها قال :
" وكانت المرأة أممية وفي جنسها فينيقية سورية " ( 7 : 26 ) بالأسلوب الذي يفهمه الرومان . ومن جهة الأماكن كان يوضح ما لا يحتاج اليهود مطلقاً إلي توضيحه . فالأردن كان يسبقه بكلمة نهر ( 1 : 5 ) . كذلك شرحه جلوس الرب علي جبل الزيتون بأنه تجاه الهيكل ( 13 : 3) . ولما ورد ذكر بيت فاجي وبيت عنيا ذكر أنهما بالقرب من أورشليم ( 11 : 1 ) .
ولأنه يكلم أهل رومه ، فعندما ورد إسم سمعان القيرواني قال إنه " أبو الكسندروس وروفس " ( 15 : 21 ) . وروفس موجود في رومه . أرسل القديس بولس إليه سلامه عندما كتب رسالته إلي أهل رومية ( رو 16 : 13 ) .