رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس متاؤس الأول زيارة البابا متاؤس الأول البطريرك 87 لدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ولما كان الملك برقوق يحترم البابا متاؤس الأول ويحبه ويعتقد في صلاحه وبركته فإنه لم يشأ أن يجلس على سرير الملك قبل أن يستشير البابا متاؤس صديقه ويسأله الرأي في قبول الملك. فلبى البابا نداء الملك برقوق واستعد للقيام بزيارة دير القديس انطونيوس في البرية لأخذ رأى شيوخه القديسين فيما يطلبه برقوق. وبينما كان قداسة البابا متاؤس قادمًا إلى دير القديس أنطونيوس فقد سبقه إلى الدير الراهب يعقوب القليوبي من دير شهران وحضر إلى الشيخ القديس مرقس الأنطوني وصار يسأله أن يمنحه طرس بركة إلى أبينا البطريرك ليطيب قلبه عليه حتى يزيل أثر غضبه منه. فلما ازداد في الإلحاح على الشيخ بهذا الطلب وكان بجانب الشيخ مرقس قربانة فأخذها ودفعها لذلك الراهب وقال له: "كم من مرة تقول لي أعطيني أشارة لمتى هوذا متى هوذا متى" وهكذا لم يفرغ القديس مرقس الشيخ الكبير من كلامه حتى اجتمع الرهبان إليه وأخبروه أن البابا متاؤس قد حضر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فلما سمع الراهب هذا الخبر أخذته الدهشة مما حدث فتعجب. ثم اجتمع الآباء القسوس والرهبان وخرجوا للقاء البابا متاؤس بالصلبان والأناجيل والمجامر والنواقيس والشموع وخرج الأب مرقس والقس آبرام حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون وهم يرتلون أمامه بفرح وتهليل. وقد حضر في صحبة البابا متاؤس نحو ثمانين نفس من أقباط مصر وأقام البابا هناك إلى أن كرز كنيسة الثلاثة فتية بالبستان وعمل البصخة المقدسة وحصل فرح عظيم لم يسبق له مثيل. وعند عودة البابا وانتهاء مهمته التي حضر إليها أخذ في السؤال من أبينا الطاهر مرقس أن يذكره في صلواته حينئذ أجابه الشيخ القديس قائلا: "اذهب يا أبانا ولا تخف لأن الرب برحمته عليك قد جعل السماء أمامك أرضا والأرض سماء" وهكذا عاد إلى كرسيه بفرح واستقامت البيعة في أيامه (كتاب رقم 24 تاريخ بمكتبة كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة ص 108 و109). وقد حدثت هذه الزيارة سنة 1098 ش (1382م) وعاد إلى القاهرة حاملًا إذن الشيوخ القديسين بجبل العظيم أنطونيوس بأن يقبل الملك برقوق الملك لأن الله قد اختاره ملكًا على هذه الديار المصرية. فأقامه الله ملكا على سلطنة مصر وقضى جميع حياته محافظا على صداقة البابا فلم يسمع لسعاياتهم لأن الرب كان يحميه ويدفع عنه كل سوء. واشتهر أمر نزاهة القديس متاؤس في أحكامه في القضايا التي كانت ترفع أمامه ويفصل فيها بحكمته وعدله على أحسن حال حتى طرقت مسامع السلطان برقوق الملك الظاهر واعتقد بها بكل إخلاص فكان عندما يتعسر على هذا الملك العظيم الفصل في القضايا الخاصة بخطف الأموال التي كان الشوايله يدعون فيها أن الفرنج استولوا عليها منهم في البحر المالح فكان يستعين في حلها بالبابا متؤس لتعقد مسائلها وغموض حوادثها فكان هذا القديس بفضل روح الله الساكن فيه ورجحان عقله وحسن أخلاقه وطيب كلامه يحكم فيها بالعدل ويحل عقدها ويظهر الظالم من المظلوم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|