ملحق المزمور الثالث والسبعين
ماذا يقول الآباء عن
نقاوة القلب (مز 73: 1)؟
نقاوة القلب والقداسة
* "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8)...
كونوا بسطاء وأبرياء، حينئذ تصيرون كالأطفال الذين لا يعرفون الشر الذي يحطم حياة البشر.
في بداية الأمر لا تتكلم على أحدٍ بالسوء، ولا تعطيٍ أذنًا لمن يغتاب آخر ويتكلم عنه بسوءٍ. فإنك أن أصغيت وصدقت ما تسمعه من تشويه للسمعة تُحسب شريكًا مع المتكلم بالشر في الخطية. عندما تصدق الكلام، هذا يدفعك أن تضيف من عندك شيئًا ضد أخيك. فتصير مُدانًا باقتراف الخطية عينها التي قذف بها الآخر.
تشويه السمعة شر، بل هو شيطان متحرك. أنه لا يهب سلامًا بل صراعًا. تحَّفظ منه، فتعيش في سلام ٍمع كل أحدٍ.
لتلبس القداسة التي لا تشاكل الشر، بل تهب ثباتًا وفرحًا.
مارس الصلاح، أعطِ ببساطةٍ من ثمار تعبك جميع المحتاجين، لأن إرادة الله هي أن توزع هباته على الجميع... فمن يعطي يكون بلا لوم. فكما استلم من يد الله هكذا يكمل خدمته بأمانة ولا يتذبذب في العطاء، ولا يرتبك بين إعطائه فريق وامتناعه عن العطاء لفريق آخر.
إذا ما تمت هذه الخدمة ببساطةٍ، تُحسب مجيدة في عيني الله.
من يخدم بتواضعٍ يدخل في عشرة مع الله.
احفظ هذه الوصايا كما قدمتها لك، فتصير توبتك وتوبة أهل بيتك بسيطة، ويصير قلبك نقيًا وبلا عيب!
الأب هرماس
* إعداد القلب هو عدم تعلم ترك المناقشات الشريرة. إنها تشبه لوحًا من الشمع ناعمًا مهيئًا للكتابة عليه.
القديس باسيليوس الكبير
* إذ تطهرت تستطيع أن تدرك ما هو غير منظور بالنسبة لغير الطاهرين. إذ تنزع الكلمة التي تسببها الأشراك المادية من عيني نفسك، فتشاهد الرؤية الطوباوية متألقة في السماء الطاهرة التي لقلبك.
القديس غريغوريوس النيسي
نقاوة القلب والإيمان بما لا يُرى
* لا تجعل فمك مستعدًا بل قلبك... إذ نقبله نعرف ما نفكر فيه. نقبل فقط القليل وننتعش في القلب. ما يقوتنا ليس ما نراه بل ما نؤمن به. لهذا فنحن لا نطلب ما يمس حواسنا الخارجية، ولا نقول: "ليؤمن الذين يرون بأعينهم ويلمسون بأيديهم الرب نفسه بعد قيامته إن كان ما يُقال هو حق إننا لم نلمسه، فلماذا نؤمن؟"
القديس أغسطينوس
نقاوة القلب والحب
* غيرّ القلب فتتغيّر الأعمال! اقتلع الشهوات واغرس المحبّة، فكما أن الشهوة (محبّة المال) أصل كل الشرور (1 تي 6: 10) هكذا المحبّة أصل الصلاح.
القديس أغسطينوس
نقاوة القلب والحياة السماوية
* إن كان القلب على الأرض، أي إن كان الإنسان في سلوكه يرغب في نفع أرضي، فكيف يمكنه أن يتنقّى، مادام يتمرّغ في الأرض؟ أمّا إذا كان القلب في السماء فسيكون نقيًا، لأن كل ما في السماء فهو نقي. فالأشياء تتلوّث بامتزاجها بالفضّة النقيّة، وفكرنا يتلوّث باشتهائه الأمور الأرضيّة رغم نقاوة الأرض وجمال تنسيقها في ذاته .
القديس أغسطينوس
نقاوة القلب وتنهداته
* ماذا يعني هذا؟ إن الاتّجاه السليم للنفس نحو الحق لهو أثمن في عينيّ الله من العبادات، فإن الله يسمع تنهُّدات القلب التي لا يُنطق بها .
القدّيس غريغوريوس النيسي
نقاوة القلب والسلطان الحقيقي
* كن متسلّطًا على قلبك مثل ملك، لتجلس في عمق التواضع، تأمر الضحك أن يذهب فيذهب، وتدعو البكاء الحلو أن يأتي فيأتي، والجسد العبد العاصي أن يفعل هذا فيفعل .
القديس يوحنا الدرجي
نقاوة القلب واتساعه
* ليُعدّ طريق الرب في قلوبنا، فإن قلب الإنسان هو عظيم ومتّسع، كما لو كان هو العالم. انظر إلى عظمته لا في كمّ جسداني، بل في قوّة الذهن التي تعطيه إمكانيّة أن يحتضن معرفة عظيمة جدًا للحق. إذن فليُعد طريق الرب في قلوبكم خلال حياة لائقة وبأعمال صالحة وكاملة، فيحفظ هذا الطريق حياتكم باستقامة، وتدخل كلمات الرب إليكم بلا عائق .
العلامة أوريجينوس
* "قلبًا نقيًا أخلقه فيَّ يا الله" (مز 51: 10). إنه يطلب مثل هذه الخلقة، ليس كمن ليس له قلب، وإنما إذ أفسده يشتهي أن يرجع ويكون نقيًا.
القديس ديديموس الضرير
* هوذا السماء داخلك إن كنت طاهرًا والملائكة فيها تنظرهم مشرقين.
القديس يوحنا سابا