رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ لِي فِي السَمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ [25]. إن كان الله هو المعين والسند والحصن وواهب المعرفة الخ، فإنه شهوة النفس ونصيبها الأبدي؛ هو كل شيء بالنسبة لها. · هكذا كان (الله) هو كل شيء بالنسبة لهم، فلا تُحسب السماء ولا ملكوت السماوات شيئًا إن قورنت بهذا الذي يشتاقون إليه. * إنه يعني أنت هو كل شيء بالنسبة لي... ليس شيء ما في الأعالي أو أسفل أشتهيه، إنما أشتاق إليك وحدك. القديس يوحنا الذهبي الفم * إني لم أشتهِ شيئًا مما في السماء، ولا على الأرض، إلا أن أكون معك. وأنت تعلم أن قلبي قد ذاب من هذا الاشتياق يا خالق قلبي وعارف ضميري. الأب أنثيموس الأورشليمي * أولًا عُدْ إلى نفسك مما هو خارج عنك، عندئذ قدم نفسك ثانية لذاك الذي خلقك. فهو مصدر كل سعادتنا وصلاحنا الكامل. * أن تعبد الله هو أن تحبه، وتشتهي أن تراه، وتترجى وتؤمن أنك ستراه. هذا هو الشوق إلى السعادة، أن تبلغ إليه، إذ هو السعادة عينها. اسأل نفسك: إلى أي مدى يزداد حبك؟ الإجابة هي أن قلبك هو معيار تقدمك. الآن نحن نراه بطريقة غامضة، إذ يتزايد حبنا، لكن عندئذ سنراه بوضوحٍ. أيها الأحباء، لا يأتينا هذا الحب من عندنا، بل بالروح القدس الذي أُعطي لنا... هناك لا توجد بعد خطية، ولا يوجد شيء باطل، بل نلتصق به بالحب، ذاك الذي نئن مشتاقين إليه. سنعيش إلى الأبد في تلك المدينة التي نورها الله، ونجد فيه تلك السعادة التي نجاهد الآن من أجلها. * لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته. * أينما توجهت نفس الإنسان، فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان، حتى إن اِلتصقت بما هو محبوب لديها. إن كان هذا المحبوب خارج الله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك... هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء، يا إلهي، خالق كل هذه الأشياء. لكن لا تدع محبة هذه الأشياء تلتصق بنفسي. لا يوجد في هذه الأمور موضعًا للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا. القديس أغسطينوس * يقول القديس: "ماذا ينتظرني في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض!" (راجع مز 73: 25). هذا يعني: إنك نصيبي، أنت وفرت لي كل الأشياء، لا أطلب شيئًا سوى أن أمتلكك نصيبًا لي! لم أخضع لأي مخلوق في السماوات، كما يفعل الأمم، وما رغبتُ شيئًا من ثروة وملذات الحياة الغاشة في هذا العالم. لستُ معتازًا، لأنك أنت أصعدتني... وإذ لا شيء لي، فإني أملك كل شيء (2 كو 6: 10)؛ لأني أملك المسيح، ذاك الآب الذي لم يشفق في السماء عليه، بل بذله لأجلنا أجمعين. كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيءٍ (رو 8: 32)؟ كما قال الرسول. لأن كل الأشياء هي في المسيح، الذي به كان كل شيءٍ، وفيه يقوم الكل مجتمعًا (كو 1: 16-17). لهذا إذ أملك كل شيءٍ فيه، لا أطلب مجازاة، لأنه مكافأة الجميع، لهذا قال المسيح لمن يصير كاملًا، "اَحمل صليبك واتبعني" (مر 8: 34؛ مت 16: 24؛ لو 9: 23؛ مت 10: 38). لأن من يتبعه لا يصير كاملًا بالمجازاة، بل بالكمال يصير كاملًا لأجل المجازاة. لأن المتمثلين بالمسيح ليسوا صالحين بسبب الرجاء، بل لحبهم للفضيلة، لأن المسيح صالح بالطبيعة. وليس رغبةً في نوال مكافأة! لهذا تألم لأنه سُر أن يصنع صلاحًا، لا لأنه أراد أن يكتسب نموًا في المجد من جرَّاء آلامه! لهذا من يريد أن يقتدي بالمسيح، لا يصنع ما لنفعه هو، بل ما هو لمنفعة الآخرين. ولهذا السبب عينه يضعف بالنسبة لنفسه، بينما يصير أقوى بالنسبة للآخرين، بازدياد الفضيلة. القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|