تجسد كلمة الله وتأنس في أحشاء البتول لكي يُصلح ما أفسده آدم الأول وحواء. فقد كسرا الوصية الإلهية بإرادتهما الحرة، وفارقهما الروح القدس ولم يتأهَّل نسلهما لسكنى الروح القدس فيهم. وإذ قدَّم آدم الثاني حياته ذبيحة عن البشرية بالصليب، وهبنا إمكانية سُكنَى روحه القدوس فينا، وصرنا هيكل الله وروح الله ساكنًا فينا (١ كو ٣: ١٦).
من عمل الروح القدس الساكن فينا، أن يهبنا مغفرة خطايانا بالتوبة والرجوع إلى الله أبينا، كما يأخذ مما للمسيح ويهبنا إياه. بهذا نصير نحن أيقونة المسيح فكل شيءٍ. إنه يقودنا حتى يعبر بنا إلى السماويات.
من بين ما قَدَّمه لنا الروح القدس إمكانية تعاملنا مع والدينا وتعاملهم مع أبنائهما ليصير الكل أيقونة عملية لتعامل ربنا يسوع المسيح مع القديسة مريم والقديس يوسف، سواء في طفولته وصبوته وخلال نموه الجسماني حتى وهو مُعَلَّق على الصليب بل وحتى وهو في سماواته جالسًا على العرش.