رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيرة بني يوسف... التقى السبطان معًا بكونهما بني يوسف وتكلما مع يشوع، قائلين: "لماذا أعطيتني قرعة واحدة وحصة واحدة نصيبًا، وأنا شعب عظيم لأنه إلى الآن قد باركني الرب" [14]. التقاء السبطين معًا وإدراكهما أنهما من أب واحد هو يوسف، وحديثهما بروح الوحدة "أنا شعب عظيم" أعطاهما نعمة في عيني يشوع، فإنه ليس شيء يجعل صلواتنا مقدسة في عيني الله وطلباتنا مقبولة لديه مثل التقائنا معًا بروح واحد في الرب، وحديثنا مع الله بقلب واحد، كأعضاء متحدة بالرأس الواحد! بهذا تغتصب مراحمه لننعم بنصيب أعظم! هذا ما يؤكده السيد نفسه بقوله: "إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون في وسطهم". امتاز بنو يوسف بالغيرة المقدسة في الرب، فإذ اتحد أفرايم مع منسى، التقى الثمر الروحي المتكاثر مع نسيان محبة العالم وهمومه، اتقد القلب نارًا مشتاقًا إلى نصيب أعظم في السماويات. خلال هذه الغيرة يُغتصب ملكوت السموات، والغاصبون يختطفونه (مت 11: 12). ملكوت السموات لا يوهب للمتراخين والفاترين بل للقلوب المؤمنة بحقها في الرب، المجاهدة بلا انقطاع لتنعم بالنصيب السماوي الأعظم. سر نجاح بني يوسف ليس فقط وحدتهم في الرب وجهادهم المملوء غيرة مقدسة، وإنما أيضًا إدراكهم مركزهم الجديد في الرب ومعرفتهم لحقهم فيه، إذ يقولون: "أنا شعب عظيم، لأنه إلى الآن قد باركني الرب". حقًا ما أعظم أن يدرك المؤمن أنه وإن كان بذاته لا شيء، لكنه في المسيح يسوع شعب عظيم قد باركه الرب. يحمل في قلبه وجسده شعبًا عظيمًا هو المشاعر المقدسة والأحاسيس المقدسة والإرادة المقدسة في الرب والمواهب المقدسة إلخ... فيه طاقات جبارة هي عطية الله له الذي يباركه. خلال هذا الفهم يطلب المؤمن كابن لله له حق التمتع بما هو أكثر، لأن "الذي له يُعطي فيزداد، والذي ليس له فالذي عنده يؤخذ منه". "قال لهم يشوع: إن كنت شعبًا عظيمًا فإصعد إلى الوعر واقطع لنفسك هناك في أرض الفرزيين والرفائيين إذ ضاق عليك جبل افرايم" [15]. يقول العلامة أوريجانوسإن الفرزيين تعني (تُعطي ثمرًا)، والرفائيين تعني (أمهات مُرتخيات). فإن كان بنو يوسف قد طالبوا يشوع بنصيب أكبر، فقد فتح لهم الوعر ليصعدوا فيقطعوا الأشجار التي بلا ثمر "أو ذات الثمار غير الصالحة ويغرسوا الأشجار الصالحة المثمرة. فالميراث لا يتحقق إلاَّ بجانبين: سحق الشر وممارسة الصلاح في الرب، رفض أعمال الإنسان العتيق والتمتع بأعمال الإنسان الجديد! لنطرد الفرزيين الذين "يعطون ثمارًا" لكنها أثمار الشر المُهلكة ليقوم عوضه "أفرايم" الذي به الروح المتكاثر. ولنطرد الرفائيين أي الوالدات المتراخيات اللواتي ينجبن محبة العالم وملذاته وليقم عوضًا عنهم بنو منسى الذين ينسون كل محبة زمنية! إن كان قلبنا لازال وعرًا فلأنه تحت حكم الفرزيين أصحاب الثمر الشرير والرفائيين والدو الأفكار الضعيفة المتراخية في الجهاد الروحي... لكننا بيسوع عوض الوعر يُقام فردوس الله الذي ليس فيه ثمر شرير ولا موضع للتراخي، بل فيه بنو أفرايم وبنو منسى، الثمر الصالح والزهد في الزمنيات! يعلق العلامة أوريجانوسعلى كلمات يشوع هذه، قائلًا: [لنحييّ الجبل فينا، فنقتلع الأشجار التي بلا قيمة وبلا ثمر لكي نزرع حقلًا جديدًا، يتجدد باستمرار، فنحصد الثمار: "بعضًا مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين" (مت 13: 8-23). هذا التعليم نجده في الكتاب المقدس إذ يقول: "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطع وتلقى في النار" (مت 3: 10). هذا ما علّم به يشوع بن نون أجدادنا بخصوص الأشجار العقيمة التي يجب اقتلاعها، وهذا ما يأمرنا به السيد الرب في إنجيله ]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنها غيرة المسيح المقدسة ـ غيرة محبته الشديدة |
ليست كل غيرة، هى غيرة مقدسة |
غيرة أخوة يوسف منه |
كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب |
غيرة أخوة يوسف منه |