رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اَللهُمَّ قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ [17]. يشعر رجال الله أن معلمهم الحقيقي هو الرب، يفتح عن أعينهم، فيرون أعمال محبته العجيبة، خاصة نحو بني البشر. قيل:" (وأجعل)... كل بنيكِ تلاميذ الرب" (إش 54: 13). ما هو تعليم الله لداود من صباه؟ الفرح بعمل الله وحكمته وتدبيره الخلاصي. * ماذا تعلمني؟ أن أذكر برَّك وحده. فإنني إذ أعيد النظر في حياتي الماضية أرى ما أنا مدين به، وما استلمته عوض أن أسدد المطلوب مني. مطلوبة مني العقوبة، وقد دفعتها النعمة. مطلوب مني الجحيم، وقد وُهبت لي الحياة الأبدية. "اللهم، قد علمتني منذ صباي". منذ بداية إيماني الذي به جددتني. علمتني أنه ليس شيء يسبق هذا، لذلك وجب عليَّ أن أقول إنه ما كان مطلوبًا مني قد دفعته أنت. فإنه من يرجع إلى الله سوى من الإثم؟ من خلص إلا من السبي؟ لكن من يقدر أن يقول إن سبيه كان ظلمًا، إن كان قد ترك (الله) قائده وذهب إلى المدمر؟ الله هو الذي كان يجب أن يكون قائدنا، وإبليس هو مدمِّر: أعطى القائد وصية، والمدمر قدم خداعًا (تك 2: 17؛ 3: 5). أين كانت آذانكم بين الوصية والخداع؟ هل كان الشيطان أفضل من الله؟ هل كان المخادع أفضل من خلقك...؟ "اللهم، قد علمتني منذ صباي". منذ الوقت الذي فيه رجعت إليك، وتجددت بك يا من خلقتني، وأعدت خلقة من أوجدته، وأعدت تشكيل من شكَّلته؛ منذ الوقت الذي فيه تحولت إليك تعلمت أنه ليس عن استحقاق سابق، وإنما نعمتك حلَّت عليَّ مجانًا لكي أذكر برَّك وحده . القديس أغسطينوس إذ يكشف الله عن عجائب حبه لتلميذه، تفيض أعماق التلميذ بالتسبيح والشكر، ويشهد بلسانه أيضًا عن جميع عجائبه: "أحمد الرب بكل قلبي. أحدث بجميع عجائبك" (مز 9: 1). "لأسمع بصوت الحمد، وأحدث بجميع عجائبك" (مز 26: 7). "كثيرًا ما جعلت أنت أيها الرب إلهي عجائبك وأفكارك من جهتنا" (مز 40: 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|