تطالعنا الأخبار العالمية يوميًا عن ضحايا وباء كورونا، والتي تدمي قلوبنا، ولكننا نشكر الله، أن الوباء لم ينتشر في بلادنا حتى الآن على نطاق واسع، كما حدث في بعض البلدان، التي نطلب أن يرفع عنها الله البلاء. ولكننا لا بد أن نشكر الله على كل الأحوال. إن الإنسان لا يُقَدِّر حفظ الله العظيم له، إلا إذا تخيل الاحتمالات السيئة، التي يمكن أن تحدث له بدون حفظ الله له. لقد تخيل المرنم نفسه بدون حفظ وحماية الله، فصرخ قائلًا: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا" (مز 124: 1-3). إن ما تضررنا به الآن من جراء الوباء ليس هو بالهين، ولكننا نشكر الله، لأن استحقاق خطايانا أكثر بكثير مما يُصيبنا، كقول عزرا الكاتب: "وَبَعْدَ كُلِّ مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الرَّدِيئَةِ وَآثَامِنَا الْعَظِيمَةِ، لأَنَّكَ قَدْ جَازَيْتَنَا يَا إِلهَنَا أَقَلَّ مِنْ آثَامِنَا وَأَعْطَيْتَنَا نَجَاةً كَهذِهِ" (عز9: 13).