رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التابوت في الأردن... يقول يشوع: "بهذا تعلمون أن الله الحيّ في وسطكم، وطردًا يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحويين والجرجاشيين والأموريين واليبوسيين. هوذا عهد سيد كل الأرض عابر أمامكم في الأردن" [10-11]. في هذه العبارة يظهر بوضوح وجود خطين رئيسيين ومتكاملين معًا في ليتورجيا المعمودية، ألا وهما إقامة مملكة الله بظهوره في وسط أولاده ، ساكنًا فيهم، وطرده أو تحطيمه مملكة إبليسالمرموز إليها بهذه الأمم الوثنية. وقد تحدثنا بإفاضة عن هذين الخطين عن دراستنا للمعمودية. ومما يجدر ملاحظته أن عبور نهر الأردن، وإن كان قد أبرز حلول الله وسط شعبه واهبًا إياهم النصرة على مملكة الظلمة، فإنه من جانب آخر أيضًا يكشف عن عمل الله مع أولاده إذ يخضع الطبيعة لحسابهم. فمادمنا نحمل الخالق فينا نخضع الخليقة لنا، ولتعمل في طاعة لحسابنا. يقارن العلامة أوريجانوس بين خضوع الطبيعة للمؤمنين لصالحهم، ومقاومتها للأشرار، قائلًا: [يشعر الشرير بكراهية نحو كل الخليقة، كما جاء عن المصريين الذين يشعرون بعداوة نحو الأرض والمياه والهواء والسماء. أما بالنسبة للبار فحتى ما يبدو قاسًا يتحول له إلى سهول ومنحدرات رقيقة. الإنسان البار يعبر البحر الأحمر كمن يمش على اليابسة، أما المصري الذي يريد عبوره فيُبتلع فيه. بالنسبة للبار يكون الماء سورًا له عن يمينه وعن يساره (خر 14: 22-29)! ليتقدم البار إلى متاهات البرية المرعبة فيجد طعامًا له من السماء (مز 78: 24). هكذا في الأردن كان تابوت العهد يقود شعب الله؛ كان الكهنة واللاويون يقفون، والمياه كما لو كانت قد أخذت في دهشة تقف أمام أسرار الله إجلالًا، تنحصر عن مجراها، وتتجمع في جانب ككومة لتقدم لشعب الله طريقًا بلا أخطار (يش 3: 15). لا تندهش أيها المسيحي عندما نروى لك ما حدث مع الشعب القديم، فإن كلمة الله يعدك يا من تعبر نهر الأردن - خلال سرّ المعمودية- بخيرات أعظم بكثير وأسمى، إنه يعدك بطريق وممر خلال الهواء. اسمع ما يقوله القديس بولس عن الأبرار: "سنُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، هكذا نكون كل حين مع الرب" (1 تس 4: 17). بل، يليق بالبار ألا يخشى شيئًا، فإن الخليقة كلها في خدمته. استمع أيضًا إلى الوعود التي يقدمها لنا الله بالنبي: "إذا مشيت في النار فلا تُلدغ واللهب لا يحرقك، لأنيّ أنا الرب إلهك" (إش 43: 2). هكذا يكون البار كمن في مخدعه (في راحة) وأينما وجد، تُظهر له الخليقة كلها خضوعًا له (تك 1: 26، مز 8: 7)... إذن، إذ تذكر هذه العلامات التي لا يُسمع عنها الخاصة بعظمة الله: البحر المنشق إلى اثنين بسببك وماء النهر المتوقفة عند المنبع، فإنك ترجع وتصرخ: "مالك أيها البحر قد هربت، ومالك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف، ومالكن أيتها الجبال قد قفزتن مثل الكباش، وأيتها التلال مثل حملان الغنم" (مز 114: 5- 8). وتجيبك كلمة الله: "أيتها الأرض تزلزلي من قدام الرب من قدام إله يعقوب، المحوّل الصخرة إلى غدران مياه، الصوان إلى ينابيع مياه"]. لقد أردك القديس أوغسطينوسذلك، ففي مناجاته لله يقول: [لقد كرست كل خليقتك لخدمتي حتى يمكنني أن أتكرس أنا لخدمتك بالكلية]، كما يقول: [أخضعت كل شيء تحت قدمي الإنسان (مز 8) حتى يمكنه أن يتكرس بكليته لك. لهذا لن تقم عليه سيدًا سواك، إنما أقمته هو سيدًا على خليقتك!]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يشوع وعبور الأردن |
موسى والتابوت |
عوبيد أدوم والتابوت |
عبور يشوع نهر الأردن |
الرقابة فى الأردن ترفض التصريح بطباعة وتوزيع كتاب ملك الأردن!!!!!!! |