|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإِذا صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت" هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت " فتشير إلى صورتين نبوءتين: صورة ابن الملك داود وصورة العبد. فقد قدّم متى الإنجيلي يسوع في صورة الملك الذي على مثال داود وصورة عبد الله المتألم كما تحدث عنه النبي أشعيا. قد ورد هنا أقانيم الثالوث الأقدس في هذه اللحظات المقدسة إمَّا منظورة للعيون أو مسموعة للآذان البشرية: الله الأب يتكلم، الله الابن يُعمَّد في الماء، الله الروح القدس بشكل حمامة يحلُّ على الابن على انه المخلص الموعود به، كما جاء في نبوءة أشعيا "يَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ "(أشعيا 11: 2)، كان يسوع مع الروح القدس منذ الأزل، إنما جاء الـروح الآن ليجهّزه لخدمته العلنية. منذ بداية حياته العلنية، أعلن الآب أن يسوع هو ابنه وحبيبه وموضوع مسرّته (مرقس 1: 11). وهذا الإعلان لا يعني أن يسوع قد أدرك لأول مرة علاقته الفردية بالآب، فقد كان مُدركا بهذه العلاقة منذ طفولته كما جاء في جوابه إلى مريم ويوسف "أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟" (لوقا 2: 49). ونفس الإعلان نطق به الآب وقت التجلي " وبَينَما هُوَ يَتَكَلَّم إِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يقول: ((هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى 17: 5). ويُعلق العلاّمة أوغسطينوس "هنا أمامنا الثالوث متمايزًا، الواحد عن الآخر: الآب في الصوت، الابن في الإنسان، والروح القدس في شكل حمامة. إنهم الله الواحد، ومع ذلك فإن الابن غَيْرَ الآب، والآب غَيْر َالابن، والروح القدس ليس بالآب ولا بالابن ". الله واحد، ولكنه في نفس الوقت ثلاثة أقانيم. ويذكر الكتاب المقدس الأقانيم الثلاثة معا عدة مرات، قبل صعوده إلى السماء قال يسوع لتلاميذه "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى 28: 19) وقال أيضا إلى تلاميذه "مَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّـــذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي" (يُوحنَّا 15: 27). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|