فأَجابَه يسوع: دَعْني الآنَ وما أُريد، فهكذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ. فَتَركَه وما أَراد
" الآنَ " فتشير إلى السبب الوقتي، وذلك بالنظر إلى مقتضى الحال وهو اتضاع المسيح بدلا من البشر باعتباره انه فادي، والذي كان في "هَيئَةِ إِنْسان" (فيلبي 5: 2) وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم" (أشعيا 53: 12). وتتحقق إرادة يسوع حين يعمل حسب إرادة ومشيئة الله، والوقت الحاضر هو المجال الوحيد لتحقيق إرادة الله، " لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ! " (لوقا 22: 42).
ويعلق القدّيس ايرونيموس "لقد قال الرب "الآن" عن قصد لإظهار أنّه إن كان على المسيح أن يعتمد في الماء، فعلى يوحنّا أن يعتمِد من قِبَل الرّب يسوع المسيح في الرُّوح. وبكلمة أخرى، قال الربّ: أنت تعمّدني بالماء لكي أعمّدك أنا بدمك فتصير لي [معموديّة يوحنّا من خلال استشهاده] (شرح لإنجيل القدّيس متّى، 3). كان يسوع يعرف أن يوحنّا سيعتمد بمعمودية الاستشهاد.