رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طلب علامة أمانة... بروح النبوة أدركت راحاب الزانية مواعيد الله لشعبه، فاستقبلت الجاسوسين لكي لا تعيش بعد كزانية، وإنما ترتفع بالإيمان معهما إلى السطح، تلتحف بالكتان النقي متحررة من شهوات الجسد وأهوائه. لقد أرادت أن تنعم هي وعائلتها بنصيب في هذه المواعيد الإلهية، فلم يقف إيمانها عند ثقتها في إمكانيات الله وأمانته مع شعبه وإنما وثقت أنه يهبها هي أيضًا وكل أهل بيتها، كثيرون لهم الإيمان بعمل الله مع البشرية لكنهم لا يدخلون في علاقات شخصية مع الله على مستوى حياته الخاصة الداخلية ومستوى أهل بيته. في ثقة الإيمان قالت: "الآن إحلفا ليّ بالرب وأعطياني علامة أمانة، لأنيّ قد عملت معكما معروفًا، بأن تعملًا أنتما أيضًا مع بيت أبي معروفًا، وتستحييا أبي وأمي وأخوتي وأخواتي وكل ما لهم وتخلص أنفسنا من الموت" [12-13]. كان إيمانها على المستوى الشخصي والدالة التي تفرح قلب الله، لكن ليس في أنانية وانعزالية، فطلبت من أجل أبيها وأمها وأخوتها وأخواتها وكل ما لهم! هذا هو إيماننا المسيحي الحيّ الذي فيه يلتقي المؤمن بخالقه ومخلصه كمن له: "أنا لحبيبي وحبيبي ليّ، الراعي بين السوسن" (نش 2: 16)، لكن خلال عضويته الكنسية، فلا يعتزل الجماعة بل يدرك أنه يحيا مع مسيحها كعضوٍ فيها، حتى وإن كان متوحدًا لا يلتقي مع أحد بالجسد! يمكننا أيضًا إن سلكنا بالتفسير الرمزي أن نقول أن راحابنا أي إيماننا يصرخ لخلاص النفس بكونها الآب والجسد بكونه الأم، وتقديس الحواس والعواطف وكل فكر بكونهم الإخوة والأخوات، وتقديس كل موهبة لحساب الرب لكونها "مالهم"! كانت الإجابة: "هوذا نحن نأتي إلى الأرض فإربطي هذا الحبل من خيوط القرمز في الكوة التي أنزلتنا منها، واجمعي إليكِ في البيت أباكِ وأمكِ وإخوتكِ وسائر بيت أبيكِ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج قدمه على رأسه، ونحن نكون برئين" [18-19]. العلامة التي أُعطيت هي "الحبل القرمزي"، إشارة إلى دم السيد المسيح، الذي بدونه لا يمكن الخلاص. يقول الرسول بولس: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22)، كما يقول الرسول بطرس: "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تغني بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بط 1: 18-19) يقول القديس أمبروسيوس: [فقدت الزانية كل رجاء في وسائل الأمان (البشري) وسط دمار المدينة، لكن إيمانها غلب، فقد ربطت حبلًا قرمزيًا على الكوة! رفعت علامة إيمانها وشعار آلام الرب، حتى يكون رمز الدم السري الذي يخلص العالم في الذاكرة ]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بابل مدينة الله التي قيل عنها أمور مجيدة؛ ذكرت راحاب الزانية |
صورة راحاب الزانية |
راحاب الزانية لم تهلك |
راحاب الزانية ام عاخان |
راحاب الزانية |