يا له من نكران للجميل وتنكُّر للنعمة وجحود بالمحبة ونسيان للحنان الذي عاملهم به يوسف حتى أساءوا إليه! وكيف جالَ بظنهم أن ذاك الذي غفر لهم تمامًا وصفح عن ذنبهم صفحًا كاملاً، واستبقى حياتهم حينما كانوا في قبضة يده، كيف يعود بعد سنين هذا عددها وبعد مُعاملة الإحسان والرأفة ينقلب عليهم، فينتقم منهم في غضبه؟ فما أسوأ هذه الإساءة التي بدرَت منهم! ولا غرابة أن نقرأ: «فبكى يوسف حين كلَّموه».