رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي يُقيم عند الأمتعة «كَنَصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الْحَرْبِ نَصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ» ( 1صموئيل 30: 24 ) استرَّد داود ورجاله كل شيء من يد العدو، ولكن الأنانية وكبرياء القلب دفعا بعض تابعي داود إلى المطالبة بحرمان إخوتهم الضعفاء من الغنيمة، على أن يستردُّوا فقط عائلاتهم. ولكن رحابة قلب داود لا تعرف مثل هذا التمييز. وقد أرسى مبدأ اعتُبِر سياسة دائمة للاحقين: نصيب الجالسين عند الأمتعة، كنصيب النازلين إلى الحرب. ولكن دعونا لا نتسرَّع في إدانة تابعي داود دون أن نُلقي نظرة إلى موقفنا تجاه شعب الله الذين ربما لا يملكون ذات طاقة الإيمان التي لنا على قياس ما. هل نحن ندرك أن كل نُصرة نحرزها على الجسد وشهواته، وكل هزيمة نُدركها على أعدائنا الروحيين، إنما تُحسَب من نصيب كل شعب الله، وأنه ينبغي أن نُقاسمهم نتائجها؟ هل نستنكف أن نُشارك أمور المسيح الثمينة التي اختطفناها من يد العدو مع هؤلاء الذين لا طاقة لهم على وضع أيديهم على ما لهم؟ هل نُحْجِم عن إطعام كل قطيع الله، ونميل لأن نقصر خدمتنا على هؤلاء الذين نميل إليهم؟ هذه أسئلة فاحصة، وأنانيتنا الفطرية كثيرًا ما تظهر عندما نفشل في إدراك أن خدمتنا يجب أن تمتد لتشمل كل شعب الله “اطعم حُملاني ... ارْعَ خِرَافِي ... اطعم غنمي”. ولم يضع الرب حدودًا ليُقصر الخدمة على فئة دون الأخرى، وهكذا ينبغي أن نصنع. لا يوجد مَنْ هو غير مستحق لامتلاك ذخائر الله. ولا ينبغي أن نحجم عن اتباع سياسة داود. ولكن من الناحية الأخرى، ينبغي أن نحترس من أن نُلقي بأمور الله الثمينة أمام مَنْ لا قلب له عليها. وغالبًا فإن أفضل ما يمكن تقديمه لشعب الله المُعترف: كلمة تُنهِض الضمير ليستيقظوا على حقيقة حالهم ويُشعروا باحتياجهم. إن الأمر يتطلب بشدة: حكمة ورحابة قلب. أما البر الذاتي الذي يرفض أن يُشارك أمور الله مع شعب الله المُستضعفين، فأصحابه لا يعرفون قلب الله، ولا أن النعمة ينبغي أن تسود. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|