رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم تفكر أستير بطريقة بشرية زمنية، فلم تهتم كيف تتزين وتتطيب لتجتذب الملك، ولا طلبت من مردخاي أن يدبر لها مؤامرة ضد هامان لكنها عرفت أن الخلاص من الله فلجأت إلى الصوم والصلاة، وطلبت أن يشترك معها مردخاي وسائر اليهود الذين في مدينة شوشن (سوسة) كما اشتركت جواريها معها... وهنا نقف عند شركة جواريها معها في صومها عن الأكل والشرب ثلاثة أيام وصلواتها ففي هذا كشف عن حياة أستير معهم، كانت تعيش معهم لا كآمرة ناهية وإنما كأم تهتم بخلاصهن، حملن معها روح الورع والتقوى، لذلك شاركن إياها في ضيقتها بفكر روحي لائق! ليتنا نهتم حتى بالخدم، فنحن مسئولون عن خلاصهم كأخوة لنا يشاركوننا العضوية في الجسد الواحد. كان لزامًا أن تدخل أستير إلى الملك، لكنها أرادت أن تدخل إلى قلبه بالله الذي وحده في يده قلب الملك (أم 21: 1) فلجأت إليه بالصوم والصلاة حتى يغير طبيعته الحجرية، ويفتح أبوابه لها، فتدخل مع الرب نفسه ليخلصها مع شعبها. في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [أستير بأصوامها حركت الملك المتعجرف]. كما يقول القديس أكلميندس الروماني: [إذ كانت أستير كاملة في الإيمان عرضت نفسها لخطر ليس بأقل (من يهوديت)، لكي تنقذ أسباط إسرائيل الاثني عشر من هلاك أكيد. فقد توسلت بالصوم والاتضاع إلى الله الأبدي الذي يرى كل شيء، وهو إذ رأى اتضاع روحها خلص الشعب الذي من أجله عرضت نفسها للموت]. وجاء في كتاب (الدساتير للرسل القديسين): "بالصوم هربت أستير ومردخاي ويهوديت من مكائد هولفيرنوس وهامان الشريران" . بحب كامل لشعبها وثقة كاملة في الله العامل في حياة المتضعين صامت أستير وانطلقت بشجاعة للعمل قائلة: "فإذا هلكت هلكت"، ليس عدم إيمان بخلاص الله، وإنما بحب مستعدة أن تهلك ليحيا الشعب، وتموت هي من أجل إخواتها. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [لماذا عرضت أستير حياتها للموت ولم تخف غضب الملك المتوحش؟ أليس لكي تخلص شعبها من الموت، الأمر اللائق المملوء فضيلة!]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|